الرئيسية » صحة » التهاب العين.. أسباب، أعراض، والعلاج

التهاب العين.. أسباب، أعراض، والعلاج

التهاب العين الفيروسي

التهاب العين

الملايين من الأشخاص عبر العالم، يتعرضون للإصابة التهاب العين، وقد يتكرر الأمر أكثر من مرة، وكل شخص على كوكب الأرض هو معرض للإصابة بهذا النوع من الالتهابات الفيروسية، بحيث يتسبب في هذا الأمر التعرض إلى أنواع عديدة من العوامل والمسببات، وعلاج هذا النوع من الالتهابات يتطلب أولا معرفة السبب الرئيسي وراء الإصابة به، وهل هو التهاب بسيط أم خطير.

وفي هذا الموضوع سوف نتعرف على التهاب العين الفيروسي، وكل المعلومات المتعلقة به، والتي يجب عليك عزيزي القارئ أن تكون على دراية بها، حتى تتجنب الإصابة به، وتجنب كذلك أطفالك وأقاربك، وسوف نتطرق أيضا إلى أسباب هذا الالتهاب وكيفية العلاج منه، وتفاصيل أخرى مهمة.

اقرأ أيضا: الأمراض المسببة لالتهاب الجلد حول العين

ماذا نقصد بالتهاب العين الفيروسي وماهي أهم أعراضه؟

يُطلق عليه كذلك العديد من الأسماء المرادفة، وأشهرها التهاب العين الوردية وأيضا التهاب الملتحمة، وهذا النوع من الالتهاب يحدث على مستوى الغشاء الشفاف الذي يُبطن الأجفان وكذلك يغطي الجزء الأبيض من مقلة العين، حين تصبح تلك الأوعية الدموية الصغيرة في الملتحمة ملتهبة، فإنها تصبح واضحة بشكل جيد، وهذا هو أهم سبب في تحول بياض العينين إلى اللون الأحمر، وأحيانا اللون الوردي، وهنا أصبحنا أمام حالة التهاب بسبب عدوى فيروسية.

وعموما، عندما يكون الالتهاب ناجما عن أسباب فيروسية، فإنه في هذه الحالة يُسمى التهاب الملتحمة الفيروسي، وهو نوع التهاب شائع جدا، لكنه ليس خطيرًا بالمرة، وفي حالات نادرة قد يؤذي العين، فقط إذا تجاهل الشخص علاج الالتهاب من البداية.

شاهد أيضا: أسباب أكياس تحت العين و علاجها

الملتحمة

يرتبط التهاب العين الفيروسي غالبا بالملتحمة، وهي عبارة عن غشاء شفاف، وهو يبطن الجزء الداخلي من الجفن وأجزاء أخرى من العين، بحيث أنه في حالة حدوث التهاب في العين، فإن الأوعية الدموية فيها تتسع، الشيء الذي يجعل العين في وضع غير طبيعي إذ أنها تصبح أكثر احمرارا من الوضع العادي.

أما عن سبب أو أسباب تعرض الشخص إلى الإصابة بالتهاب الملتحمة أو ما يسمى بالعين الوردية أو العين القرنفلية، فهو الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، وذلك بسبب بعض المواد المعينة أو السلوكيات الخاطئة التي نقلت العدوى، وفي معظم الأحيان هو ليس بخطير، وسهل في علاجه، لكن في جميع الأحوال، وجب الكشف مبكرا عن هذا النوع من الالتهاب، لأن هذا الأمر سوف يساعد في العلاج، ويجنب الشخص الوقوع في مشكلات أخرى أكبر، كما أنه سوف يجنب نقل العدو للآخرين، إذ أنه يعتبر من الأمراض المعدية.

تعرف أيضا على: أسباب انتفاخ العين عند الأطفال و علاجه

أهم أعراض التهاب العين الفيروسي

 

في أغلب الحالات الشائعة، فإن التهاب الملتحمة الفيروسي يبدأ في عين واحدة، وفي حالة لا يتم علاج العين المصابة مكرا وبشكل مناسب، فإنه يبدأ في الانتشار حتى يصل إلى العين الأخرى، أما فيما يخص الأعراض الرئيسية التي تصاحب الإصابة، فهي في الغالب تتشابه مع أعراض الإصابة بالزكام والانفلونزا، وهي كالتالي:

  • تصبح العين حمراء اللون وأحيانا قد تصبح وردية
  • يشعر المصاب بألم خفيف خاصة عند فرك العين
  • إحساس الشخص بهيجان وحرقان في العين
  • يحس الشخص كما لو أن به رمل بالعين
  • الإحساس بعدم الراحة في العين
  • ظهور إفرازات مائية من العين
  • حكة دائمة على مستوى العين
  • تدمع العيون من دون سبب
  • انتفاخ واحمرار الجفون
  • رؤية مشوشة
  • سيلان الأنف
  • التهاب الحلق

الأسباب و عوامل الخطر

أسباب وعوامل الإصابة بالتهاب العين الفيروسي معدودة على رؤوس الأصابع، وطبعا جلها مرتبطة بعوامل فيروسية، وهي كالتالي :

  • انسداد القنوات الدمعية عند حديثي الولادة
  • التعرض لبعض أنواع الفيروسات
  • الإصابة ببعض أنواع الحساسية
  • دخول مواد كيميائية إلى العين
  • دخول أجسام غريبة في العين

أما عوامل خطر الإصابة فهي متعددة جدا، ومن أهمها ما يلي :

  • الشخص المعني مصاب أساسا بأنواع معينة من الحساسية، وتعرض لمسببات تلك الحساسية
  • مخالطة وملامسة شخص مصاب بالتهاب العين الفيروسي
  • استعمال عدسات لاصقة ثم استعمالها لوقت طويل
  • التعرض لمواد كيميائية

تابع أيضا: أسباب احمرار العين عند الأطفال و علاجه

المحاذير التي يجب اتخاذها واتباعها

لتجنب الإصابة بهذا النوع من التهابات العين، هناك عدة احتياطات وجب اتخاذها، ومن أهمها:

  • تجنب ملامسة والتعامل والاقتراب من الأشخاص المصابين بالتهاب العين الفيروسي، وفي حالة كنت قريبا منهم، تجنب لمس أي شيء يخصهم، مع غسل اليدين مباشرة بعد توديعه
  • ضرورة عزل كل المواد التي يستعملها الشخص المصاب بالتهاب العين الفيروسي (أغطية، مناشف، نظارات …. ) حتى لا تكون مصدرا لانتشار العدوى للآخرين
  • بالنسبة للفتيات والسيدات، تجنب استعمال مستحضرات التجميل طيلة فترة الإصابة وخاصة مستحضرات التجميل الخاصة بالعين
  • استخدام مناشف نظيفة، مع ضرورة عدم مشاركتها مع الآخرين، حتى لو كانوا مقربين ولا تظهر عليهم أية أعراض فيروسية
  • على كل مصاب بالتهاب العين الفيروسي أو التهاب الملتحمة، تجنب التواجد في أماكن وتظاهرات فيها الكثير من الناس
  • تجنب فرك العينين في حالة لمس أي شيء ملوث أو لمس أي شيء لمسه شخص مصاب من قبلك، حتى تطهير اليدين
  • بمجرد ملاحظة إفرازات وتقشرات في العين، وجب تنظيفهما مباشرة بواسطة غسول العين أو محاليل فيزولوجية
  • اتباع قواعد النظافة الشخصية، خاصة في ما يتعلق بغسل اليدين وتطهيرهما في حال ملامسة أجسام ملوثة
  • الحرص على رمي علب القطرات المفتوحة مباشرة بعد الانتهاء من العلاج
  • ارتداء نظارات شمسية، عند الرغبة في الخروج من البيت
  • استخدام وسائد وأغطية نظيفة، وتغييرها باستمرار

احتمال وخطر الإصابة بالعدوى، يبقى موجودا وقائما إلى حين اختفاء أعراض المرض نهائيا.

قد يهمك أيضا : أسباب انتفاخ جفن العين العلوي عند الأطفال و علاجه 

التشخيص

عادة ما يتم إجراء تشخيص لالتهاب الملتحمة عن طريق فحص العيون، ومنطقيا هذا هو الأمر الطبيعي، لكن هناك حالات تكون فيها صعوبة في التشخيص، وفي هذه الحالة يتم اللجوء إلى إجراء فحص تشخيصي، لأجل تحديد الفيروس الغدّي المتسبب في التهاب الملتحمة. حيث أنه في هذا التشخيص يتم أخذ عينة من إفراز الملتحمة، وذلك لإجراء الزرع وخاصة في حالة تبين أن الشخص المعني مصاب بالتهاب العين البكتيري الحاد وليس الفيروسي، حيث أنه في هذه الحالة قد يتطور الالتهاب حتى يصبح خطيرا جدا على العين.

على العموم، فإن الغالبية الكبرى من الإصابات تتحسن في ظرف أيام قليلة حتى من دون اللجوء إلى طبيب، لكن هناك حالات قد يسوء فيها الوضع، بحيث ينتشر الالتهاب حتى تصل العدوى إلى العين الأخرى، وفي هذا الحالة، الوضع يصبح أكثر جدية ويتطلب تعامل طبي جدي معه، حتى لا تتأذى العين والبصر، ويتطور الوضع إلى الأسوأ.

علاج التهاب العين الفيروسي

استخدام المضادات الحيوية

يتساءل الكثيرون عن مدى جدوى استعمال المضادات الحيوية، في حالة الإصابة بعدوى التهاب العين الفيروسي، وعلى العموم لا ينصح باستخدام المضادات الحيوية، لأنها ليست فعالة ضد هذا النوع من الالتهاب، ومن جهة أخرى، هذا النوع من الالتهاب في حالته الخفيفة فهو يعالج تلقائيا ومن دون الحاجة الى رؤية الطبيب في فترة قد لا تتجاوز 3 أيام، لكن من الممكن أن يصبح الوضع أسوأ، ويستمر الالتهاب إلى فترة أطول من ذلك، في هذه الحالة سوف تكون زيارة الطبيب ضرورية.

اقرأ أيضا: حرقان العين ، أسبابه و علاجه

أشهر العلاجات المنزلية

في حال كان التهاب العين الفيروسي خفيفا أو حتى معتدلا، ففي هذه الحالة يمكن لعدد من العلاجات المنزلية أن تكون مفيدة جدا في تخفيف الالتهاب والانزعاج الناتج عن التهاب الملتحمة الفيروسي، ومن أشهر هذه العلاجات:

  • إزالة الإفرازات وتنظيفها برفق، باستخدام قطعة قماش نظيفة، أو يمكن استعمال قطعة قطن منقوعة في الماء، سواء بارد أو دافئ
  • استعمال قطرات تشحيم للعين، أو ما يطلق عليها بالدموع الاصطناعية، ولكن يجب أن تستعمل فقط في العين المصابة
  • وضع كمادات باردة أو دافئة على العين الملتهبة، أو يمكن وضع قطعة قماش مبللة بالماء على العين
  • يمكن كذلك استخدام قطرات العين المضادة للهيستامين أو الاحتقان

تعرف على: ما هي أعراض جفاف العين و الصداع

الحالات التي يتم فيها اللجوء إلى استخدام أدوية مضادة للفيروسات

هناك بعض حالات التهاب الملتحمة الفيروسي، التي تستدعي اللجوء إلى استخدام الأدوية المضادة للفيروسات، وهذه أبرزها :

  • أن يكون الالتهاب شديدا، مثلا في الحالات الناتجة عن فيروس الهربس البسيط أو فيروس جدري الماء النطاقي
  • العدوى التي يتعرض لها الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة
  • العدوى التي تحدث عند الأطفال حديثي الولادة
  • في حال استمر الالتهاب لفترة طويلة

نصيحة : في جميع حالات التهاب العين الفيروسي، سواء الخفيفة أو الحادة، ينصح بعدم استعمال العدسات اللاصقة

قد يهمك أيضا : كيفية علاج التهاب ملتحمة العين

ملاحظة هامة

نقطة هامة من الضروري أن نشير إليها، وهو كون المواليد الجدد معرضون بكثرة لالتهابات العين ولكن لأسباب بكتيرية، بحيث أن عيونهم تكون أكثر عرضة للبكتيريا، إذ أن قناة ولادة الأم، تحتوي عادة العديد من البكتيريا، هذه الأخيرة غالبا لا تسبب أي ضرر للأم، لكنها وفي حالات نادرة قد تتسبَّب للرضيع في ظهور وتطور نوع خطير جدا من التهاب الملتحمة، يطلق عليه اسم ” العيون الوليدية “، وهو يتطلب علاج وتدخل طبي بشكل عاجل جدا، حتى لا يتضرر بصر الطفل مستقبلا.  وفي أغلب الحالات يتم استعمال مرهم مضاد حيوي على عيون الرضيع، حيث أنه يساعد كثيرا على منع التهاب العين.

الخاتمة

ختاما، نعاود التذكير بأن الاحمرار وألم العينين وحتى الحكة وباقي العلامات الأخرى التي أشرنا إليها سابقا، سوف تقودنا بالتأكيد إلى معرفة أن الشخص مصاب بالتهاب العين، سواء كان خطيرا أو بسيطا.

وبحسب عدد كبير من الدراسات فإن الصغار الذين يذهبون بشكل يومي للمدرسة أو الحضانة، فهم معرضون بشكل كبير إلى خطر التهاب العين، وكثيرا ما يتعرضون إلى مشاكل التهاب العين الفيروسي، وهو أكثر مشاكل العين انتشارا، إذ أنه ينتقل عن طريق العدوى، لدرجة أن الآباء أصبحوا متعودين على الأمر، وأصبحت لهم خبرة في التعامل مع هذا النوع من الالتهاب، وكما عرفنا في الفقرات السابقة، فإنه بعض هذه الالتهابات يشفى بسهولة وبشكل تلقائي، غير أن هناك حالات للأسف قد تتطور إلى ما هو أخطر، وسوف تتطلب علاج وتطبيب خاص من طب العيون.

من جهة أخرى، فإن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة والعدوى، هم أساسا أشخاص يعانون من ضعف في مناعة جسمهم، بسبب سلوكياتهم اليومية غير الصحية، وبخاصة التدخين المفرط للسجائر، كما يبقى من أكثر الأسباب شيوعا هو ارتداء عدسات لاصقة غير صحية، ولوقت طويل من دون تعقيم، فالعدسات اللاصقة هي مسبب رئيسي لتورم شرايين العين. أيضا حتى الأشخاص الذين سبق وأن أصيبوا بأي نوع من الجروح أو بعض المشاكل في العينين هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

Similar Posts