توتر الأعصاب وطرق العلاج الطبيعية
توتر الأعصاب
كيفية التخلص من توتر الأعصاب تعتبر من المواضيع الصحية والنفسية الهامة التي تتعلق بدراسة نفسية الشخص وأهم المشاكل النفسية التي يتعرض لها، فمن المعروف أن الحياة مليئة بالضغوطات والمشاكل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة كثير من المشاكل والأمراض النفسية، فضغوطات المجتمع، والأسرة، وضغوطات العادات والتقاليد، وضغوطات الحياة والعمل تسبب في دخول الشخص في موجة من الصراع النفسي، المتمثل في المعاناة من القلق والتوتر والاكتئاب.
وكافة تلك المشاكل النفسية لها تأثيراً كبيراً على زيادة فرصة إصابة الشخص بالمشاكل الجسدية لأن الدماغ والجهاز العصبي هو المتحكم في أجهزة وأعضاء الجسم وهو المتحكم في أداء الوظائف الهامة للجسم، وهذا ما يفسر تأثير المشاكل النفسية على الصحة الجسدية، فماذا لو تحدثنا بالتفصيل عن تعرض الشخص لأهم المشاكل النفسية التي تصيب نسبة كبيرة من الأشخاص مثل مشكلة توتر الأعصاب؟ ما هذه المشكلة النفسية؟ ولماذا تصيب بعض الأشخاص دون غيرهم؟ وما أهم أسباب وأعراض الإصابة بتوتر الأعصاب؟ وما أهم الأضرار والتأثيرات الجانبية الناجمة عن توتر الأعصاب؟ وكيف يمكن علاجها والتعامل معها بطرق علاجية صحيحة وسليمة؟ كافة تلك التساؤلات والتفاصيل الهامة تجدون إجاباتها في المقال.
اقرأ أيضاً:الصحة النفسية في ظل أزمة الكورونا | هل يمكن أن تؤثر الكورونا على نفسية طفلك؟
ما هي مشكلة توتر الأعصاب
قبل أن نطلعكم على كافة التفاصيل والمعلومات الصحية والنفسية الهامة المتعلقة بحديث موضوع مقالنا الرئيسي كيفية التخلص من توتر الأعصاب، لا بد أن نعرفكم في بداية الأمر على المقصود بماهية المشكلة النفسية مشكلة توتر الأعصاب وكيف تصيب الشخص، حيث يمكننا تعريف توتر الأعصاب بأن التوتر بصورة عامة يعتبر بمثابة حالة نفسية يتعرض لها الجسم نتيجة مواجهة موقف معين مشجع على الإصابة بالتوتر، مثل الوقوف وانتظار أزمة السير الخانقة، أو تأخر الشخص عن حضور اجتماع عمل مهم وطارئ.
إذ يقوم الجسم في تلك المواقف السابقة بالتحكم في الدماغ بالتحديد في المنطقة التي تسمى تحت المهاد، ويقوم بإرسال أوامر لها تتمثل في إفراز هرمونات التوتر، وهي بحد ذاتها لها دوراً كبيراً في تحفيز استجابة الكر والفر داخل الجسم، بالتالي الإصابة بكثير من الأعراض مثل زيادة سرعة عملية التنفس، وتسارع نبضات القلب، ودخول عضلات الجسم في مرحلة الجهوزية والاستعداد لأي ردة فعل قادمة.
وهذه الاستجابة تساهم بشكل كبير في حماية الجسم في مرحلة الطوارئ عبر تمهيد الجسم وتجهيزه لإعطاء ردة الفعل السريعة، لكن في حال استمرار استجابة الجسم للضغوطات النفسية والتوتر بشكل متكرر يوماً بعد يوم، من الممكن أن يتعرض الشخص لكثير من الأضرار والمضاعفات الخطيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن طريقة تعامل وتصرف الأشخاص مع مشاكل التعب والإجهاد وتوتر الأعصاب تختلف وفقاً لاختلاف الصفات الشخصية والموارد المتاحة لكل شخص، لكن في جميع الأجوال من المهم أن يكون لفترة زمنية مؤقتة، وفي حال انتهاء فترة الحالة النفسية والسيطرة على الخطر الذي يداهم الجسم يرجع الجسم على الفور إلى حالته الطبيعية دون وجود أي مشاكل وتأثيرات سلبية في غضون فترة زمنية قصيرة، حيث من المهم أن تعود العضلات إلى حالة الاسترخاء والراحة، وأن ترجع عملية التنفس وسرعة ضربات القلب إلى صورتها الطبيعية.
لكن توتر الأعصاب بصورة عامة لا يعتبر مشكلة سيئة على الدوام، فتوتر الشخص ليلة الزفاف، أو قبل الخضوع لامتحان جامعي أو مدرسي، أو عند التعرض لحادث معين هذا التوتر الذي يحدث يعتبر توتراً جيداً، لكن كل شيء يزيد عن حده يعود بالتأثيرات السلبية على الجسم، ما يعني أن التعرض المفرط بصورة متكررة ولفترات زمنية طويلة يساهم في جلب الضرر لصحة الجسم النفسية والعقلية والجسدية.
اقرأ أيضاً:أنشطة تساعد على تحسين النفسية والمزاج
كيفية التخلص من التوتر
يمكننا الحديث عن طريقة وكيفية التخلص من توتر الأعصاب، من خلال الحديث بشكل مفصل عن استراتيجيات التخلص من توتر الأعصاب والتي تنقسم إلى 3 مجموعات على النحو التالي:
النهج الخاص بالعمل
ويعتمد هذه النهج على استخدام قرار ما أو فعل ما لإحداث تغيير في الأوضاع التي تساهم في حدوث توتر الأعصاب، ويعتمد هذا النهج على عدة أمور على النحو التالي:
- الحزم، والذي نقصد به أن يكون الشخص حازماً وواضحاً مع غيره من الأشخاص، دون فقدان التعاطف معهم، ففي حال تحديد حاجة الشخص للتواصل يصبح من السهل تغيير الوضع المؤدي إلى التوتر، ويجب العلم أن التواصل الواضح والفعل يعتبر أساس الحزم.
- وقف الأفكار السلبية، ونقصد بها ليست السيطرة على الأفكار السلبية المتسارعة في الدماغ، بل وقفها بشكل نهائي وطردها خارج الرأس تماماً وذلك عبر التوجه لمشاهدة فيلم معين، أو الدردشة مع المقربين والأصدقاء، أو القيام بأي نشاط محبب ومفضل لدى الشخص.
- تنظيم الوقت، فعندما يتجه الشخص لأسلوب تنظيم الوقت، فإنه يكون بصدد التوجه نحو تحديد أولوياته التي يجب العمل عليها، وبناء حياة سليمة صحية خالية من توتر الأعصاب، ومليئة بالسعادة والإيجابية والفرح.
- تخفيف الإزعاج والضوضاء، وأهم مصادر التوتر والإزعاج والضوضاء تتمثل في المنبهات والاستخدام المفرط للوسائل التكنولوجية.
- بناء حدود، ونقصد بالحدود القواعد الداخلية التي يضعها الشخص لنفسه، وبناء السلوكيات التي سيعمل عليها، والتي لن يعمل عليها، بما يضمن له وجود حدود صحية تضمن له حياة صحية سليمة خالية من التوتر والقلق، فعندما يحتفظ الشخص بهذه الحدود الصحية فإنه يمنع نفسه ويمنع الآخرين عن تجاوزها بما يمنع التعرض لتوتر الأعصاب.
النهج الخاص بالعواطف
وهذا النهج يتم استخدامه لتغيير الطريقة التي ننظر من خلالها للأوضاع المسببة للتوتر، ويعتمد على عدة أمور على النحو التالي:
- التأكيدات والتصور، حيث استطاعت قوة التصور الإيجابي من الناحية العلمية أن تثبت فعاليتها في زيادة المشاعر الإيجابية، فعندما يفكر الشخص في تجربة إيجابية فإن العقل الباطن يدركها وكأنها أصبحت حقيقة واقعة، لذا من المهم على الشخص تغيير نظرته وتصوره للعالم المليء بالسلبيات والتجارب التي يمر بها وينظر لها نظرة إيجابية مفعمة بالحياة.
- إعادة الهيكلة المعرفية، ونقصد بها أنها عبارة عن تقنية تعتمد على فهم المشاعر والعواطف والمشاعر السلبية وكيفية التعامل معها عبر اللجوء إلى العلاج المعرفي والسلوكي.
- تقنية المعتقدات والشدائد والعواقب، حيث نقصد بالشدائد الأحداث التي تؤدي إلى حدوث توتر الأعصاب، ونقصد بالمعتقدات الطريقة التي يبدي فيها الجسم ردة فعله تجاه الأحداث، بينما العواقب تعتبر بمثابة ردات الفعل والنتائج التي تنجم عن معتقدات الشخص، ويجب العلم أنه بشكل أساسي كلما كانت معتقدا الشخص مليئة بالإيجابية والتفاؤل كلما كانت النتيجة إيجابية وسليمة.
النهج الخاص بالتقبل
وتتمثل كيفية التخلص من توتر الأعصاب، في اتباع النهج الخاص بالتقبل والذي يتم اللجوء إليه لتقبل الأوضاع المؤدية إلى التوتر والتي لا يمتلك فيها الشخص القدرة على تغييرها، ويعتمد هذا النهج على عدة أمور منها على النحو التالي:
- النظام الغذائي وممارسة الرياضة، حيث أن اتباع الشخص نظام غذائي صحي يتمثل في الابتعاد عن الإفراط في تناول الكافيين والسكر، والابتعاد عن الكحول، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساهم بشكل كبير في تقليل التوتر، فهي تعطي فعالية تشبه فعالية مضادات الاكتئاب.
- التأمل والاسترخاء الجسدي، إذ يوجد العديد من التمارين المساعدة على التأمل والاسترخاء الجسدي، مثل تمارين اليوغا، والتنفس العميق.
- النوم، حيث يساعد حصول الشخص على قسط كاف من النوم على التعامل السليم مع التوتر.
- التحدث مع الآخرين أو الكتابة، حيث من المهم على الشخص التخلص من التوتر وعدم كبته، والتحدث عن الأمور التي تسبب له القلق والتوتر، لضمان الحصول على الراحة والاسترخاء التام.
قد يهمك أيضاً:تعرف على تأثير الرياضة على الصحة النفسية