هرمون نمو
يحدث كثيرا أن تلاحظ بعض الأمهات بأن نقص هرمون نمو هي ضعيفة وأقل مقارنة ببعض أقرانه، فتبدأن بالقلق والشك فيما يخص وضع الطفل الصحي، وهنا تكثر المقارنة خاصة بعد ملاحظة الطفل وباقي أقرانه، ويبدأ عند الأم شبه يقين بأن طفلها يعاني فعلا من نقص هرمون النمو.
وعلى العموم، فإنه وعلى الصعيد العالمي فإن نسبة الأطفال الذين يعانون من مرض نقص في النمو، تبقى غير مرتفعة، مقارنة بباقي الأمراض المتعلقة بالأطفال.
ونقص النمو، هو مرض يتعلق بالعديد من العوامل أهمها نقص هرمون النمو، وفي هذا الموضوع سوف نحاول التطرق إلى هذا الموضوع من عدة زوايا.
ماذا نقصد نقص هرمون نمو وما هي أسبابه؟
نقص هرمون نمو هو حالة طبية تنتج بسبب عدم إفراز الجسم لكميات كافية من هرمون النمو، وهذا الهرمون هو عبارة عن بروتين يتكون من 191 حمض أميني يقوم بتحفيز عمليات النمو و تكاثر الخلايا وأيضا تجديدها، ويبقى هذا الأمر هو أهم عارض لمشكل نقص النمو هو ” قصر القامة ” بحيث يبقى الجسم صغيرا مهما تقدم الشخص في السن، أما عند الأطفال حديثي الولادة فإننا قد نستنتج أن الطفل يعاني من نقص النمو، انطلاقا من ملاحظة حجم القضيب الذي يكون أصغر من الحجم المعتاد، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا والبالغين.
شاهد أيضا : أعراض تخصيب البويضة
ماذا نقصد نقص هرمون النمو
يكون هناك نقص واضح في الكتلة العضلية وفي كثافة العظام. ومن الممكن أن يعاني الشخص من نقص في هرمون النمو منذ الولادة (عيب خلقي) كما أنه من الممكن أن يصاب به الطفل لاحقًا، وذلك لعدة أسباب أهمها وراثية، أو عدوى أو بسبب تعرض الطفل لعلاج إشعاعي، وفي أغلب الحالات لا يوجد تفسير واضح للأمر، لكن بشكل عام فإن الأمر يبقى مرتبطا بحدوث خلل على مستوى الغدة النخامية، حيث أن بعض هذه الحالات تكون مصحوبة بنقص هرمونات الغدة النخامية ( قصور النخامية ) .
الوتيرة الطبيعية لنمو جسم الطفل
وثيرة نمو الأطفال تبقى مختلفة بحسب البيئة التي يكبرون فيها، وإجمالا وعلى العموم تبقى هذه هي الوتيرة الطبيعية لنمو طفل طبيعي في مراحل عمره الأولى :
عند بلوغ الطفل عمر سنة واحدة
بعد بلوغ الطفل سنته الأولى، فمن المفروض أن وزنه وطوله سوف يتزايد، بحيث أن وزنه سوف يبلغ 3 أضعاف وزنه عند الولادة، فيما طوله من المفروض أن يعادل تقريبا حوالي 25 سنتيمتر.
عند بلوغ الطفل عمر سنتين
في هذه المرحلة من عمر الطفل، فإنه من المفروض أن يكون وزنه قد بلغ وزنه 4 أضعاف وزنه عند الولادة، وبعدها سوف يستمر الوزن بالزيادة بمعدل 1.8إلى 2.25 كيلوغرام سنويًا، بينما يكون طوله قد ازداد بمعدل 13 سنتميتر عن السنة الماضية .
بلوغ الطفل عمر 3-4 سنوات
في هذه الفترة من عمر الطفل، من المفروض أن طوله سوف يصبح ضعف طوله عند الولادة، وطبعا مع استمرار الزيادة في الوزن بمعدل 1.8- 2.25 كيلوغرام كل سنة، وانطلاقا من هذا السن، فإنه من الطبيعي أن يزيد طول الطفل 5 سنتيميترات كل سنة حتى سن البلوغ .
نقص هرمون نمو مع بلوغ الطفل عمر 9-10 سنوات
في هذه المرحلة، يكون الطفل قد اقترب من سن البلوغ، وعليه فإنه يبدأ باكتساب الوزن بشكل أكبر وأسرع، ممكن أن يصل 4.5 كيلوغرام في السنوات القليلة التي تسبق سن البلوغ.
أسباب نقص النمو عند الأطفال
هناك العديد من العوامل التي تسبب نقص هرمون نمو عند الأطفال، وهذه هي أهمها :
- العوامل الوراثية: التاريخ العائلي يمكن أن يكون من الأسباب الأساسية، ففي حالة كان أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة الآخرين، يعانون من مشكل قصر القامة، فمن الوارد جدا أن ينمو الطفل بمعدل أقل من باقي الأطفال في سنه.
- نقص هرمون النمو: هرمون نمو، والذي تفرزه الغدة النخامية، يعتبر أحد أسباب النمو، بحيث أنه يعزز نمو أنسجة الجسم باختلافها، لهذا فإن نقص مستوى إفرازه سواء جزئيا أو بالكامل، سوف يؤثر بشكل مباشر على معدل نمو الأطفال.
- قصور الغدة الدرقية : تعتبر الغدة الدرقية هي المسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تعزز النمو الطبيعي للأطفال، غير أنه وللأسف، يعاني العديد من الأطفال عبر العالم عند الولادة، من مشكل خمول الغدة الدرقية، بمعنى أن الطفل سوف يعاني من تباطؤ الغدة الدرقية
- متلازمة تيرنر: هذه الحالة الوراثية النادرة والتي تصيب الإناث فقط، بحيث أنهن يفقدن جزءًا من كروموسوم X واحد أو كله، ورغم أن جسمهن يفرز كميات طبيعية من هرمون النمو، إلا أن أجسامهن لا تستخدمها بشكل فعال، وبالتالي لا تنمو أجسامهن بشكل طبيعي
- متلازمة داون : هي كذلك حالة وراثية ، بحيث أن الطفل يكون لديه 47 كروموسومًا عوضا عن 46
- خلل التنسج الهيكلي : هذا النوع من الخلل، هو أيضا يسبب مشكلة كبيرة في نمو العظام.
أسباب ثانوية أخرى
- سوء التغذية
- الإجهاد الشديد
- بعض حالات فقر الدم، مثلا فقر الدم المنجلي
- الولادة المبكرة، أو ولادة الطفل بوزن منخفض
- استخدام بعض الأدوية من قبل الأم خلال فترة الحمل.
أعراض بطأ نمو الطفل
معاناة الطفل من نقص نمو أو تباطؤ النمو، تظهر من خلال عدد من الأعراض، ومن أشهرها:
- تأخر قيام الطفل بالمهارات البدنية الطبيعية (المشي، الوقوف، الجلوس …)
- بطء ملاحظ في عملية النمو (توقف النمو نهائيا في سن مبكرة جدا)
- نوم الطفل لساعات طويلة، أو على العكس وقت قصير جدا
- عدم اهتمام الطفل بكل ما يدور من حوله من أحداث
- انعدام تطابق الوزن مع الطول مع محيط رأس الطفل
- عدم قدرة الطفل على التواصل البصري
- بطء نمو المهارات العقلية والاجتماعية
- تأخر ظهور الصفات الجنسية الثانوية
- التعرض كثيرا للإمساك أو الإسهال
- كثرة البكاء، ولكن بصوت ضعيف
- عدم اكتساب الوزن الطبيعي
- إصابة العضلات بالتصلب
- عدم الإقبال على الطعام
- الخمول والكسل
- كثرة التهيج
- التقيؤ كثيرا
التشخيص والعلاج
متى يجب مراجعة الطبيب في حالة نقص هرمون النمو عند الطفل؟
في حال لاحظت الأم، عددا من العلامات عليها مراجعة الطبيب فورا، وهذه هي أهمها :
- ظهور إحدى علامات الجفاف التالية : البكاء من دون دموع، جفاف الفم، قلة التبول (يمكن الكشف عنه من خلال عدد الحفاظات المبللة )
- في حالة كان الطفل ينام لساعات طويلة، أو العكس
- نمو الطفل بمعدل أقل من الأطفال في سنه
- تورم جسم الطفل وتغير لون بشرته
- انخفاض وزن الطفل بشكل ملحوظ
- تغير نمط تناول الطعام عند الطفل
- انفعال الطفل بسرعة وبكاؤه كثيرا
- عدم تفاعل الطفل لما يقع حوله
- نقص كبير في شهية الطفل مترافق مع نقص هرمون النمو
- كثرة الإصابة بالإسهال
- كثرة التقيؤ
تشخيص نقص هرمون النمو
تشخيص الطبيب لنقص نمو الطفل، يكون عن طريق عدد من الفحوصات، هذه أهمها :
- سوف يطلب الطبيب، الاطلاع على التاريخ الطبي للعائلة، وذلك للتأكد من وجود عوامل وراثية، أو مشاكل لها علاقة بالنمو
- إجراء فحوصات لجسد الطفل، وذلك للتأكد من معاناة الطفل من عدد من المشاكل الصحية التي أثرت على نموه
- سوف يطلب الطبيب مراقبة حالة الطفل، وذلك بأن يزوره بشكل دوري في عيادته، لأجل مراقبة وثيرة النمو
- إخضاع الطفل لعدد من الفحوصات، أهمها فحص الدم وأيضا التصوير بالأشعة السينية
علاج نقص هرمون النمو
يتم علاج نقص النمو عند الأطفال، وفقًا لسبب الإصابة، وعلىكوح العموم هذه هي أبرز العلاجات المتوفرة حاليا :
- علاج نقص هرمون النمو: في حالة تم تشخيص الطفل بنقص هرمون النمو، ففي هذه الحالة سوف يوصي الطبيب، باستخدام حقن هرمون النمو، وذلك لأجل تعويض النسبة الناقصة في جسم الطفل، وهذه الحقن سهلة الاستعمال، حيث يمكن لأحد الوليين حقنها في البيت مرة واحدة يوميا، غير أن الأمر قد يتطلب سنوات
- حل قصور الغدة الدرقية : في هذه الحالة، سوف يصف الطبيب أدوية بديلة لهرمون الغدة الدرقية، وذلك لأجل تعويض أعراض قصور الغدة، في هذه الحالة قد يحتاج العلاج إلى سنوات، وفي حالات أخرى ربما قد يستمر إلى سنوات .
- علاج متلازمة تيرنر: معلوم أن الأطفال (هذه المتلازمة تصيب فقط الإناث) المصابات بمتلازمة تيرنر، ينتجون هرمون النمو بشكل طبيعي، غير أن أجسامهن لا تتفاعل بشكل طبيعي، وبالتالي فهي لا تعطي أي مفعول، في هذه الحالة وانطلاقا من سن الرابعة إلى السادسة، ولأجل الرفع من احتمالية بلوغ الطول الطبيعي، سوف يوصي الطبيب بإعطائهن حقن هرمون النمو بشكل يومي.
- في حالات الوراثة وبطء النمو المرتبط بالتاريخ العائلي أو التقزم، فعادة الطبيب لا يوصي بأي علاجات أو تدخلات دوائية.
- في حالة كان الطفل مصابا بمرض مزمن، سوف يخضعه الطبيب إلى علاج يساعده على بقاء حالته تحت السيطرة.
- كان الطفل يعاني من نقص في الفيتامينات، في هذه الحالة سوف يمنحه الطبيب بعض المكملات الغذائية خاصة مكملات فيتامين د، ومادة الحديد والمعادن
- في حالات أخرى، ممكن إخضاع الطفل لبرنامج علاج هرموني، وذلك بإعطائه جرعات إضافية من هرمون النمو
وسائل وقائية للحفاظ على مستوى نمو الطفل
للحفاظ على مستوى نمو الطفل، هناك عدد من الوسائل الوقائية التي يمكن للأبوين الحرص عليها، ومن أهمها :
- الراحة والنوم لعدد ساعات كاف : يختلف نمط نوم الطفل بناء على المحيط الذي ينمو فيه، غير أنه وعلى العموم، فإن الطفل يحتاج إلى ما بين 10 إلى 12 ساعة من النوم خلال الليل، وذلك حتى يمنح جسمه الراحة اللازمة التي يحتاج إليها من أجل نمو سليم
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام : ممارسة الأطفال للأنشطة البدنية، تجعل أجسادهم في نشاط وحركية دائمة، مثلا المشي وركوب الدراجة، وهي أنشطة ممتعة جدا وصحية لأجل اللياقة البدنية، ومن شأنها تعزيز إفراز هرمونات النمو .
- الحصول على الغذاء الصحي والمتوازن: من المهم جدا، في بداية عمر الطفل، أن يحرص والداه على منحه نظاما غذائيا صحيا، يكون غنيا جدا بالفيتامينات والمعادن الأساسية، وذلك حتى يساعدوه على النمو بشكل طبيعي.
ختاما، هناك نقطة مهمة جدا من المهم أن نشير إليها، بحيث يتساءل بسببها الكثيرون وخاصة الآباء، ألا وهي : هل يؤثر نقص إفراز هرمون النمو في القدرات العقلية للطفل بمعنى الذكاء؟
الجواب هو بكل تأكيد : لا، نقص هرمون النمو، يؤثر فقط في نمو الجسم وليس في القدرات العقلية، وعليه فإن ذكاء الشخص يكبر وينمو ويتطور وفق الظروف الطبيعية له، ووفق ما يتوفر للطفل من إمكانيات للتمدرس وللاختلاط الاجتماعي .