أبو الدرداء الأنصاري حكيم هذه الأمة
هل عرفتم من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه و أرضاه؟
هو رجل من الأنصار من بني كعب ،رجلٌ أقنى وأشهل، يُخضّب بالصُفرة ، وكان يعمل بالتجارة شأنه شأن أقرانه من العرب،
واختلف المؤرخين في اسمه،
فقيل إنه عويمر بن زيد، أو عويمر بن عامر، أو عويمر بن عبد الله، أو عويمر بن ثعلبة، أو عامر بن مالك.
إسلام أبو الدرداء:
تأخر أبو الدرداء الأنصاري في دخوله إلى الإسلام وقد أسلم على يد أخيه لأمه عبد الله بن رواحة يوم بدر، وشارك في معركة أحد وروي أنه كسر صنمه الذي كان يتعهده فيعطره وينظفه وذلك يوم أسلم ثم جمع حطامه فخاطبه موبخا متجهما قائلا:
ويحك هلا امتنعت؟ ألا دفعت عن نفسك؟ فردت زوجته قائلة: لو كان ينفع أو يدفع، دفع عن نفسه.
غزواته مع رسول الله:
شارك مع رسول الله في غزوة أحد وما بعدها ،
وقد كان فارسا مغوارا وجسورا لا يرتد له جفن وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : “نعم الفارس عويمر”
حياته بعد الإسلام:
كان أبو الدرداء مجتهدا في العبادة حتى أنه جمع بينها وبين التجارة ثم تخلى عن التجارة للتفرغ إلى العبادة فأصبح صواما قواما زاهدا في الحياة وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سيدنا سلمان الفارسي وقد رأى سيدنا سلمان تشدد أبي الدرداء في العبادة واجتهاده بها فقال له: “إن لجسدك عليك حقًا، ولربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا؛ صم وأفطر، وصل وائت ِ أهلك، وأعط كل ذي حق حقه”، فشكى ذلك الى رسول الله، فقال رسول الله: “يا أبا الدرداء، إن لجسدك عليك حقًا، مثل ما قال لك سلمان”.
فضله في حفظ القرآن وجمعه:
حفظ أبو الدرداء القرآن كاملا وكان يطالعه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاة رسول الله وانتشار رقعة الإسلام وازدياد عدد الداخلين فيه من الأعاجم،
فكان لابد من جمع القرآن وكان أبو الدرداء من الذين ساهموا بجمع القرآن وحفظه ، وقد توجه في زمان أمير المؤمنين عمر إلى دمشق ليقوم بتعليم القرآن ،فأصبح سيد القراء فيها وقد جمع في حلقته أكثر من ألف رجل يتدارسون القرآن ويحفظونه، وكان أبو الدرداء يقول لهم :”سلوني، فوالله لئن فقدتموني لتفقدن رجلاً عظيمًا من أمة محمد”.
روايته للحديث وشهادة رسول الله فيه ومنزلته لدى الصحابة:
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 179 حديثا،
وكان يشهد به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:” هو حكيم أمتي”، وقد كان يحتل مكانة ومنزلة كبيرة في نفوس كبار الصحابة الكرام ويقدرونه ويشهدون له بالخلق والكرامة والصلاح والزهد ومنهم سيدنا عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر وغيرهم، وقد أوصى معاذ بن جبل قبل وفاته ناصحا بقوله: “العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما”.
وقال أيضا وكررها ثلاثا التمسوا العلم عند أربعة: “عند عويمر أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام”.
وشهد به أبو ذر بقوله: “ما حملت ورقاء ولا أظلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء “.
وقد افترض له أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 400 درهم تعينه على مهامه في دمشق.
وفاة أبو الدرداء رضي الله عنه:
اختلف الرواة في تاريخ وفاته فقيل بأنه توفي في دمشق سنة 32 للهجرة ،
وقيل سنة 33 قبل مقتل أمير المؤمنين عثمان بسنتين ،وقيل توفي بعد واقعة صفين سنة 38 أو 39 للهجرة.
وقد دفن في ضريح داخل مسجد متصل بسور قلعة دمشق وسمي هذا المسجد باسمه وهذا ما أكد وفاته فيها رضي الله عنه وأرضاه.
إقرأ أيضا في موقعنا من هنا