أسباب النزيف
أسباب النزيف تعتبر من المواضيع الطبية الهامة التي تتعلق بصحة الإنسان بصورة عامة والتي تنعكس بالإيجاب على مجرى حياته الصحية ومدى عيشه حياة خالية من المشاكل الصحية والأمراض، حيث أن تغيرات الحياة وتأثير العوامل البيئية والوراثية والمؤثرات الخارجية الأخرى تسبب إصابة الشخص بالكثير من المشاكل الصحية والحالات المرضية الأخرى، سواء كانت لفترة مؤقتة من الزمن، كمشكلة السعال، والانفلونزا، والمغص، والإسهال، والإمساك والحساسية وغيرها من المشاكل التي تأخذ فترة قصيرة وتنتهي بالعلاج المناسب لها، لكن هناك حالات مرضية مزمنة لا علاج لها تبقى في الشخص طالما هو على قيد الحياة كمرض السرطان، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض تكيس المبايض والتي لا علاج لها بل يمكن التخفيف من شدتها وآثارها، لكن ماذا عن إصابة الإنسان بالنزيف هل يعتبر ذلك مشكلة صحية مؤقتة أم مزمنة؟ وما أهم أعراض الإصابة بالنزيف وأسبابه؟ وكيف يحدث للشخص؟ وهل يمكن علاجه والسيطرة عليه؟ كافة تلك التساؤلات نجيبها لكم في المقال.
اقرأ أيضاً:أسباب نزيف الرحم وطرق علاجه
ما هو النزيف
قبل أن نتعرف بشكل موسع على موضوع مقالنا الرئيسي أسباب النزيف، لا بد أن نطلع أولاً على مفهوم النزيف والمقصود به وكيف يحدث للشخص. حيث يحدث في النزيف أن يصاب الشخص بفقدان للدم سواء من داخل الجسم أو من خارجه، وهذا النزيف من الممكن أن يحدث لأي منطقة من مناطق الجسم.
يمكننا تحديد نوع النزيف بأنه نزيف داخلي من خلال ملاحظة نزول الدم وتسربه عبر الأوعية الدموية، او أحد أعضاء الجسم التي أصابها التلف، بينما يكون النزيف خارجياً في حال تم ملاحظة تدفق الدم وخروج من جرح ما في الجلد، أو نزوله عبر فتحة ما بشكل طبيعي من الجسم، كما أن الكدمات التي يتعرض لها الشخص تعتبر نزيف تحت الجلد.
إلى جانب ذلك هناك نزيف يمكن أن يصيب الشخص كالنزيف المهبلي بالنسبة للسيدات خلال فترة الدورة الشهرية أو خلال فترة الولادة، وهناك النزيف في الجهاز الهضمي، أو ربما يحدث نزيف نتيجة نزول الدم المصحوب بالسعال وهذه الأنواع قد تشير إلى الإصابة بأمراض ما، ويجب العلم أن بعض حالات النزيف تؤدي إلى حدوث بعض المشاكل والأعراض لدى المصاب، إذ أن بعض السكتات الدماغية التي تصيب الشخص يكون سببها التعرض لنزيف في الدماغ.
اقرأ أيضاً:أسباب و أعراض مرض سرطان الدم
أسباب النزيف
تتعدد وتختلف أسباب النزيف الذي يمكن أن يصيب الشخص، إذ أنه من الشائع أن يصاب الشخص بالنزيف، لكن هذا الأمر يختلف بين الأشخاص نتيجة عدة عوامل وظروف مؤدية لهذا النزيف، ومن أهم الأسباب على النحو التالي:
حدوث انخفاض في الصفائح الدموية
يمكننا القول أن الدم بصورة عامة يتكون من أنواع مختلفة من الخلايا التي تطفو داخل سائل اسمه سائل البلازما، وهناك خلايا الدم الحمراء والبيضاء، والصفائح الدموية، إذ في حال تعرض الشخص لجروح ما في الجلد تبدأ الصفائح الدموية بالتجمع إلى جناب بعضها البعض لكي تتخثر وتساهم في إيقاف النزيف، لذا عندما يحدث انخفاض في عدد الصفائح الدموية، ييفقد الجسم قدرته على تشكيل التخثر لالتئام الجروح، فيستمر الدم بالنزول مؤدياً لحدوث النزيف.
كما أن نقص وانخفاض الصفائح الدموية يحدث نتيجة الإصابة بالعديد من الأمراض كنقص فيتامين بي 12، والتعرض للإصابة بفقر الدم اللاتنسجي، ونقص حمض الفوليك، ونقص عنصر الحديد، إلى جانب الإصابة بمرض الإيدز أو مرض فيروس نقص المناعة المكتسبة، أو التعرض للمواد الكيماوية السامة والإشعاعات الضارة، وتليف الكبد كذلك.
المعاناة من التهاب القولون التقرحي
قد يكون إصابة الشخص بمشكلة التهاب القولون التقرحي سبباً بارزاً من أسباب النزيف، وهذه المشكلة الصحية تعتبر بمثابة حالة مرضية مصنفة ضمن أمراض الأمعاء الالتهابية، ويحدث بسبب حدوث التهاب في الأمعاء الغليظة، ومنطقة المستقيم، مؤدياً إلى حدوث تقرحات صغيرة ظاهرة على بطانة القولون ما يسبب حدوث النزيف للشخص، وأحياناً يبدأ من منطقة المستقيم لينتشر بالتدريج لأعلى، ما يسبب تأثيراً سلبياً على كامل القولون.
ومن أهم أعراض الإصابة بالتهاب القولون التقرحي هو إصابة الشخص بمغص وآلام حادة في البطن، مع زيادة سماع أصوات تخرج من البطن، والإصابة بالبراز الدموي، والمعاناة من آلامم حادة في المستقيم، مع الإسهال وفقدان الوزن بشكل ملحوظ، مع سوء التغذية.
الإصابة بنقص وانخفاض في عوامل التخثر
تعد عوامل التخثر بمثابة بروتينات تساهم في قدرة الدم على التجلط، ففي حال حدوث نقص أو انخفاض في أحد هذه العوامل كالعامل العاشر، أو العامل السابع، يؤدي إلى إصابة الشخص بنزيف حاد ومفرط، والذي يستمر لفترات طويلة من الزمنة خاصة في ظل الخضوع لعملية جراحية ما، أو في حال التعرض لإصابة في منطقة ما من الجسم، وهذا النقص والانخفاض في عوامل التخثر يحدث بسبب ضعف قدرة الجسم على إنتاج العدد الكافي من هذه العوامل، أو نتيجة حدوث تفعل وتداخل في الأمراض والأدوية.
تعرض الشخص للقروح في الجهاز الهضمي
تحدث هذه القروح في الجهاز الهضمي بالتحديد في بطانة المعدة، أو منطقة الأمعاء الدقيقة، أو أسفل المريء، وتحدث هذه القروح نتيجة حدثو التهابات ناجم عن الإصابة بجرثومة المعدة، أو نتيجة التآكل الذي سببه أحماض المعدة، أو نتيجة أسباب أخرى كالإدمان على الكحول، والتدخين، والإصابة بسرطان المعدة، أو تلقي العلاج الإشعاعي، كما يجب العلم أن عدم تلقي الشخص العلاج المناسب في الوقت المناسب من الممكن أن يتعرض للعديد من المضاعفات الخطيرة للقرحة الهضمية والتي أهمها الإصابة بالنزيف الداخلي.
الإصابة بالهيموفيليا
تعتبر الهيموفيليا بمثابة اضطراب واثي نادر الحدوث، ويحدث فيه أن الدم يصبح غير قادر لى تخثر بصورة طبيعية، نظراً لقلة عوامل التخثر، ما يؤدي إلى تعرض المريض للنزيف لفترة طويلة خاصة بعد إصابته بجرح ما، وقد يكون الأمر مقلقاً في حال التعرض للنزيف الداخلي في المرفقين، أو الركبتين أو الكاحلين، إذ أن النزيف الداخلي يسبب حدوث ضرر وتلف في الأنسجة والأعضاء، وقد يهدد بموت الشخصز
الإصابة بنزيف الدوالي المريئية
في حال حدوث نقص في كمية الدم الواصلة إلى الكبد، نتيجة الإصابة بانسداد ما، يبدأ الدم في التجمع داخل الأوعية الدموية القريبة كأوردة المريء، ولكي تستوعب كمية الدم الواصلة لها تقود بالتوسع والتمدد، وهذه الأوردة المتورمة اسمها دوالي المريء، وفي حال تمزقها يصاب الشخص بنزيف الدوالي المريئية، وهذا النزيف يصاحبه عدة أعراض كالقيء المصحوب بالدم، والبراز الدموي، والبارز الأسود، والإصابة بالصدمة التي تنتج عن هبوط ضغط الدم بشكل كبير نتيجة فقدان الدم بشكل كبير.
قد يهمك أيضاً:أسباب و أعراض فقر الدم أثناء الحمل
علاج النزيف
يمكن علاج النزيف والسيطرة عليه من خلال تناول بعض أنواع الأدوية منها على النحو التالي:
تناول أدوية الاكتئاب
قد يوصي الطبيب المختص مريض النزيف بتناول أدوية الاكتئاب كالباروكستين، والسيتالوبرام، والفلوفوكسامين، والسيرترالين، والفلوكسيتين.
مميعات الدم
هناك أدوية ينصح بتناولها عند الإصابة بالنزيف كالوارفارين، والأسبرين، والكلوبيدوغريل.
أدوية مسكنة
هناك أدوية مسكنة يمكن تناولها للحد من النزيف، مثل النابروكسين، والميلوكسيكام، والديكلوفيناك، والإندوميثاسين، والكيتوبروفين.
بعض مستحضرات الأعشاب
هناك بعض المستحضرات المستخلصة من الأعشاب يمكن تناولها للسيطرة على نزيف الدم، مثل الزنجبيل الطازج، والجنكو ثنائي الفلقة، والجنسنغ الآسيوي، والصفصاف، إلى جانب البلميط المنشاري.