أعراض تشمع الكبد والتشخيص والعلاج
أعراض تشمع الكبد تعتبر من المواضيع الطبية الهامة التي تتعلق بصحة الإنسان وصحة أعضاء الجسم كالكبد مثلاً، حيث أن تغيرات الحياة والعوامل الوراثية والعوامل الخارجية المحيطة بالإنسان تسبب له الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، كالتعرض للمواد الكيماوية والإشعاعات والغبار والأتربة والتعرض للمواد السامة، إلى جانب أن تناول بعض الأدوية تؤدي مفعولاً عكسياً وتسبب الخلل والآثار الجانبية للشخص، فقد يصاب الإنسان نتيجة كل ما يحدث حوله ببعض الأمراض المزمنة كمرض ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، ومرض السرطان، ومرض القولون العصبي وغيرها من الأمراض، وقد يصاب أيضاً بأمراض ومشاكل صحية مؤقتة لفترة معينة من الزمن تزول بزوال السبب وبأخذ العلاج المناسب لها، لكن ماذا عندما يصاب الإنسان بمرض تشمع الكبد؟ فما هذا المرض؟ وهل هو مرض مزمن أم يمكن الشفاء منه والتخلص منه؟ ما أهم أسباب حدوثه وأبرز أعراضه؟ وهل يحمل الكثير من المخاطر والأضرار على صحة الإنسان؟ وكيف يمكن علاجه والقضاء عليه؟ كافة تلك التساؤلات نجيبها لكم في المقال.
اقرأ أيضاً:تلیف الكبد المرحلة الرابعة ..وهل یسبب الوفاة؟
مرض تشمع الكبد
قبل أن نطلعكم باستفاضة على موضوع مقالنا لليوم أعراض تشمع الكبد، لا بد أن نتعرف أولاً على مفهوم مرض تشمع الكبد وما المقصود به وكيف يحدث ويصيب الإنسان، حيث يعتبر مرض تشمع الكبد من أهم الأمراض المزمنة التي تصيب الكبد، والذي يحدث من خلال نمو أنسجة الكبد الطبيعية بأنسجة ندبية بها ألياف وهذا النمو يكون بطيئاً للغاية، وغير مصحوب بظهور أي أعراض خلال مراحل المرض الأولية.
ويحدث في تليف الكبد أن تقوم أنسجة الكبد بعرقلة عملية ضخ وتدفق الدم للكبد وإبطاءها كذلك، ما يؤدي إلى التأثير سلباً على قدرة خلايا الكبد على أداء مهامها ووظائفها، وهذا المرض قد يتطور ويصبح خطراً للغاية لدرجة أن يخسر الكبد وظيفته بالكامل، ما يعني أن الشخص يصاب بفشل الكبد.
وتجدر الإشارة إلى أن الكبد يعتبر أكبر عضو في أعضاء الجسم الصلبة، ويقع يمين البطن أسفل ضلوع الصدر، وتتمثل أهميته في أنه يؤثر بشكل كبير على أعضاء وأجزاء الجسم المختلفة، فهو يقوم بتحطيم وتكسير الدهون، وإنتاج الكوليسترول والبروتينات الهامة التي يحتاجها الجسم، كما يسيطر على عملية تخثر الدم عند إصابة الشخص بالجروح، وله القدرة على تخليص الجسم من المواد الكيميائية السامة، إلى جانب تخزين الفيتامينات وتكسير الكحول.
أعراض تشمع الكبد
تتعدد وتتنوع أعراض تشمع الكبد، والتي تتراوح بين الأعراض البسيطة إلى الأعراض الشديدة والحادة، ومن أهم هذه الأعراض التي تظهر على المصابين بهذا المرض على النحو التالي:
- معاناة المريض من تساقط شعره.
- الإصابة بالحمى مع الشعور برجفة في الجسم.
- تغير لون الجلد للون الأصفر، نتيجة تراكم مركب البليروبين في دم المصاب.
- ملاحظة تغير لون براز المريض إلى اللون الأسود.
- الشعور بالتعب والإعياء والضعف العام.
- من أهم أعراض تشمع الكبد هو الشعور بآلام حادة في الكبد.
- معاناة المريض من صعوبة التنفس.
- فقدان الشهية وعدم وجود قابلية للأكل.
- ملاحظة نزول دم في القيء.
- المعاناة من نزيف حاد في اللثة والأنف.
- تسارع نبضات القلب.
- المعاناة من مشاكل واضطرابات في الذاكرة.
- فقدان كتلة الجسم العلوية في الكتفين والذراعين.
- ملاحظة ظهور الشعيرات الدموية في الجلد في أعلى البطن بشكل ملحوظ.
- الإصابة بحكة شديدة في الجلد.
- ظهور الكدمات على الجلد بكل سهولة، نتيجة فقدان عوامل التخثر التي يقوم الكبد بإفرازها.
مضاعفات مرض تشمع الكبد
قد يسبب تليف الكبد للمصابين فقدان الشهية بصورة كبيرة، مع تغير لون الجلد للون الأصفر، والشعور بالتعب والإعياء، ليس ذلك فقط بل قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات والمخاطر منها على النحو التالي:
- إصابة المريض بالأوديما “تراكم السوائل في الساقين” أو الإصابة بالاستسقاء “تراكم السوائل في البطن”
حيث قد يصاب المريض بتشمع الكبد بالاستسقاء أو الأدويما، ويمكن القضاء على هذه المشاكل من خلال السير على نظام غذائي صحي يحتوي على نسبة قليلة من الأملاح، أو عبر إجراء عملية جراحية للتخلص من تراكم السوائل.
- خلل في الدماغ الكبدي
من أهم مضاعفات مرض تشمع الكبد، هو أن المرشحات التي توجد داخل الكبد تفقد قدرتها على العمل بالشكل الصحيح والسلين، ما يؤدي إلى ارتفاع كمية السموم في دم المريض، وفي النهاية حدوث علة وخلل في الدماغ.
- ارتفاع ضغط الدم البابي
يصاب مريض تشمع الكبد بمضاعفات خطيرة، مثل انتفاخ الأوردة الكبيرة التي توجد في المعدة والأمعاء، ما يؤدي إلى حدوث ضغط كبير على الوريد الباي الذي يوصل الدم إلى الكبد، وفي النهاية إصابة المريض بالجلطات.
اقرأ أيضاً:لمرضى الكبد إليكم أطعمة لتحسين وظائف الكبد
تشخيص تشمع الكبد
يمكن الكشف عن إصابة الشخص بتشمع الكبد، والتأكد من إصابته من خلال خضوعه لبعض الفحوصات الطبية والاختبارات، خاصة لو ظهر عليها أي عرض من أعراض المرض، ومن هذه الفحوصات على النحو التالي:
- الخضوع لاختبار فحص الدم
يمكن تشخيص إصابة الشخص بتشمع الكبد من خلال فحص الدم، الذي يكشف عن جودة وقدرة الكبد وأداءه، ففي حال كانت مستويات ALT، وASTمرتفعة وعالية، فهذا يدل على أن الشخص مصاب بتشمع الكبد.
- فحوصات التصوير
من الطرق المتبعة في الكشف عن إصابة الشخص بتشمع الكبد، هي اللجوء إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي كذلك، وهذا يساهم في الكشف عن تشمع الكبد وتأكيد الإصابة به.
- اللجوء إلى التنظير الداخلي
يمكن للطبيب اللجوء إلى التنظير الداخلي لتشخيص الإصابة بتشمع الكبد، حيث يقوم بإدخال أنبوب طويل رفيع به كاميرا إلى المريء ويمر إلى المعدة، ويكشف عما إذا كانت الأوعية الدموية منتفخة وحجمها أكبر من الحجم الطبيعي أم لا.
أسباب الإصابة بتشمع الكبد
هناك العديد من الأسباب التي تكمن خلف الإصابة بتشمع الكبد، حيث أن تشمع الكبد يتطور خلال وقت طويل، بسبب الضرر المستمر الواقع على أنسجة الكبد، ومن أهم الأسباب الشائعة المؤدية إلى الإصابة بتشمع الكبد على النحو التالي:
- الإصابة بمرض الكبد الكحولي، حيث أن إصابة الشخص بمرض الكبد الكحولي، يؤدي لإصابته بتشمع الكبد، وهذا المرض ينجم عن تضرر الكبد بسبب الإدمان الكحولي.
- المعاناة من مرض التهاب الكبد الفيروسي، وهذا المرض يتضمن مرض التهاب الكبد ب، والتهاب الكبد سي.
- الإصابة بمرض الكبد الدهني اللاكحولي، يزيد من فرصة الإصابة بمرض تشمع الكبد.
قد يهمك أيضاً:أنواع و أعراض مرض السرطان
علاج مرض تشمع الكبد
في حال الكشف عن إصابة الشخص بتشمع الكبد وتشخيص إصابته بشكل مؤكد، في وقت مبكر، يمكن علاجه بتخفيف المخاطر والأضرار التي قد يتعرض لها على النحو التالي:
- ضرورة علاج إدمان المصاب على الكحول، وأن يحرص على الابتعاد تماماً عن شرب الكحول حتى لا يتفاقم المرض ويؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة.
- ضرورة التخلص من مرض التهاب الكبد، سواء التهاب الكبد سي، أو التهاب الكبد بي، وعلاجه بأسرع وقت من خلال لجوء المصاب بهذا الالتهاب إلى تناول الأدوية المضادة للفيروسات.
- في حال معاناة الشخص من أنواع مختلفة من الالتهابات، يجب علاج هذه الالتهابات عبر تناول المضادات الحيوية.
- اللجوء إلى عملية زراعة الكبد.
- مراعاة الخضوع للفحوصات الطبية بشكل منتظم دوري، مع تصوير الأشعة للكبد لضمان عدم الإصابة بسرطان الكبد.
- الحرص على اتباع نظام غذائي صحي متوازن، يتضمن كافة المعادن والفيتامينات اللازمة للجسم.