الداليا السوداء أو الجريمة الأكثر غموضا في العالم
الداليا السوداء أو الجريمة الأكثر غموضا في العالم
الداليا السوداء أو الجريمة الأكثر غموضا في العالم .. في عالم الجريمة، القاعدة تقول أنه لا توجد جريمة كاملة،
ولكن الواقع يقول انه فعلا حصلت جرائم لم تحل مطلقا، وتركت الشرطة والمحققين في حيرة من أمرهم
سنوات وسنوات طويلة.
وتعتبر جريمة ” الدالية السوداء” أشهر جريمة قتل لم يعرف مرتكبها رغم مرور أكثر من نصف قرن .
من هي الداليا السوداء؟
إسمها إليزابيث شورت، ممثلة مبتدئة وقتها ” كومبارص”، الإبنة الثالثة من ضمن خمس شقيقات،
هرب الأب وترك الأسرة وحيدة.
في سن ال16 كانت إليزابيت تنتقل من منطقة لأخرى، بحثا عن سبل العيش، ألقي عليها القبض أكثر من مرة
بسبب السكر، ويقال أنها مارست الدعارة لتعيش، وكانت تقف عارضة نفسها في الشوارع الرئيسية
وهي ترتدي ملابس مثيرة.
الرجال في حياتها
الرجال في حياتها كانوا كثر، لكن أبرزهم كان في فلوريدا، حيث التقت إليزابيت شورت الرائد
ماثيو مايكل جوردون جونيور وهو طيار في منطقة الهند للجيش الأمريكي ووقعت بحبه،
وبعد أن كانا يخططان للزواج، قُتل الطيار في حادث تحطم طائرة قبل وقت قصير من
عودته إلى الولايات المتحدة، وسبب هذا حزنا كبيرا لها.
في سنة 1946، عادت إليزابيت شورت إلى لوس أنجلوس لتلتقي بالملازم جوزيف جوردون فليكينج،
وهو صديقها السابق الذي عاودت الاتصال به، عاشا معا في منطقة جنوب كاليفورنيا، وكانت الحياة تبدو مستقرة،
وبدأت حلمها بالتمثيل وظهرت فعلا في عدد من الأفلام في أدوار صغيرة، أشهرها “ذهب مع الريح”.
العثور على الجثة
في 15 كانون الثاني (يناير) 1947 ، عندما كانت السيدة بيتي بيرسينغر ذاهبة إلى التسوق رفقة طفلها،
في الصباح الباكر، رأت أجزاءا مما بدا وكأنه جسم بشري، اعتقدت في البداية أنها عارضة أزياء بلاستيكية
مكسورة من إحدى محلات بيع الملابس، قبل أن تقترب أكثر وتتأكد أنها جسد بشري ممزق، اتصلت مباشرة بالشرطة .
قتل مروع وجثة مشوهة
الجثة كانت مشوهة بشكل مرعب، ومع وصول رجال الشرطة والمحققين، كان واضحا أن الجريمة وراءها لغز كبير جدا، وأن الأمر لا يقتصر فقط على تشويه الجسد.
كانت ضربات عميقة في الخدين مما يعطي للجثة ابتسامة شريرة، ثم شطر الجثة إلى نصفين من منطقة الحوض،
الجذع والبطن متباعدان عن بعضهما البعض، فيما كانت الأمعاء مقيدة بإحكام تحت أرداف الجثة.
بالإضافة إلى كل هذه الفظاعة، قام القاتل بإفراغ الأمعاء وكل الجثة تماما من الدم، كان واضحا أنه قام بغسل الجثة،
بينما كانت كل الأطراف مرتبة بدقة، وقام بوضع الذراعين فوق الرأس لتشكيل زوايا 90 درجة عند المرفقين، بينما كانت الأرجل متباعدة، وبالقرب من الأطراف كان يوجد كيس إسمنتي يحتوي على دم مائي .
بعد تشريح الجثة، ثم التأكد أنها إليزابيث شورت، وأن الوفاة ناتجة عن عدة ضربات تلقتها في الرأس.
وسائل الإعلام تلتقط القضية
بسبب فظاعة الجريمة، تناقلت وسائل الإعلام القضية بسرعة، وأصبحت حديث كل الصحف، والمجالس،
بل وقد ثم تأليف العديد والعديد من القصص الخيالية، في محاولة إيجاد تفسير لهذه القضية الغامضة، الشائعات حول القضية لم تتوقف، إلى حد أصبح الأمر مقرفا، توالت التحقيقات وتوالت السنوات، وإلى حدود كتابة هذه الأسطر لم يعرف القاتل.
لماذا الداليا السوداء؟
يقال أن التسمية جاءت من كون أن إليزابيت كانت تحب أن تضع زهرة الداليا على شعرها، ويقال أيضا أنه فترة قصيرة بعد الجريمة صدر فيلم بعنوان ” الداليا الزرقاء ” والذي كانت تدور أحداثه حول مقتل شابة وعن عملية البحث عن قاتلها، لكن الأكيد أن الإعلام الأمريكي، كان يطلق على كل جريمة إسما خاصا، وأطلق على جريمة قتل إيلزابيت شورت إسم الداليا السوداء.
تأثير القتل على الثقافة
أسالت هذه القضية الغامضة الكثير من المداد، وحمست الكثير من الكتاب وصانعي الأفلام على مر العقود، لإنتاج أعمال أدبية ظلت خالدة إلى اليوم، على سبيل المثال : نشر James Elroy رواية بالاسم المستعار Short في عام 1987 ، بينما كتب Steve Hodel مقالة بعنوان The Black Dahlia Affair في عام 2005، زيادة على عدد كبير من المسرحيات التي تناولت القصة.
فيما أنتجت هوليود فيلما بنفس العنوان، والكثير من الأعمال الفنية المستوحاة من الجريمة، كما ظهرت كذلك العديد من ألعاب الفيديو باسم الداليا السوداء .
استمر التحقيق في القضية لسنوات، وبعد أكثر من نصف قرن لازال قاتل الداليا السوداء مجهولا.