العناية بالمنطقة الحساسة
في الحديث عن العناية بالمنطقة الحساسة نؤكد أن كل أجزاء الجسم مهمة من دون استثناء، وأكيد أن جميعها تحتاج للعناية السليمة، حتى يثم الحفاظ عليها وبالتالي تؤدي وظيفتها بشكل جيد، من جهة أخرى، فإن كل جزء في الجسم بحاجة إلى أغذية معينة حتى يبقى بصحة جيدة.
ومن بين أجزاء الجسم المهمة: منطقة ” المهبل ” حيث أن صحته ورائحته وخلوه من الفطريات والالتهابات مرتبط بشكل وثيق بمدى ومستوى العناية به، وأيضا بنوعية الغذاء الذي تتناوله المرأة.
العناية بالمنطقة الحساسة تشغل بال كل النساء وهي تقلقهن كثيرا، خاصة ما يتعلق بالالتهابات والبكتيريا وما تسببه لهن من إزعاج وروائح كريهة، فضلا عن أن التهابات المسالك البولية مؤلمة ومزعجة جدا، وهنا تبدأ المرأة بطرح الكثير من الأسئلة حول كيفية الحفاظ على صحة المهبل وبالتالي صحة المنطقة التناسلية، وكما أشرنا في البداية، فإن منطقة المهبل تتأثر كثيرا بنوعية الطعام الذي تتناوله السيدة.
اقرأ أيضا: أفضل روتين للعناية بالبشرة
أهمية العناية بالمنطقة الحساسة
المهبل هو عضو الأنثى التناسلي، وهو نفسه القناة التي يخرج منها مولود المرأة، وهو أيضا مخرج الحيض وعدد من الإفرازات التي تسمى الإفرازات المهبلية. وهو يتكون من قناة أنبوبية الشكل، أمام المستقيم وخلف المثانة ومجرى البول، يمتد المهبل من عنق الرحم، وحتى فتحة خارجية توجد بين الفخذين.
يبلغ طول المهبل قرابة 10 سم، ولديه جدران عضلية مبطنة بغشاء مخاطي، بحيث أنه تمتد عبر هذه البطانة العديد من الثنيات والطيات، وهذه الجدران تكون عادة منطبقة على بعض، مما يُعطيها مظهرًا لوزيًا وتبدو كشق طولي، وعند معظم الفتيات تكون فتحة المهبل مغطاة جزئيا بغشاء رقيق، يتمزق بعد أول اتصال جنسي كامل.
شاهد أيضا: أسباب ظهور الحبوب على المهبل
الإفرازات المهبلية الطبيعية
تنتج منطقة المهبل، إفرازات مهبلية تعتبر طبيعية جدا، بالأخص في فترة الحيض وهي جزء من طبيعة الظروف البيولوجية التي تمر منها المرأة وهي تنتج من عنق الرحم.
لكن أحيانا تنزل هذه الإفرازات المهبلية بغزارة وبمعدل غير طبيعي، الشيء الذي يتسبب في الانزعاج وأيضا الخوف لدى بعض النساء، حيث يبدأن في الشك من احتمال تعرضهن لمشكل جنسي معين، غير أن عدد من المختصين أكدوا أن:
- غزارة الإفرازات المهبلية لا تعتبر علامة سيئة، ولا تدعوا للقلق، حيث أن الكثيرين يعتقدون أن هذه الإفرازات مرتبطة بمرض جنسي منقول.
- الإفرازات المهبلية عادة ترتبط بنزول دم الحيض وانقطاعها وأيضا بالتغيرات الهرمونية في فترة الحمل.
- الإفرازات المهبلية الصحية، في العادة لا تكون فيها رائحة قوية، وحتى لونها يكون أبيضا عاديا، غير أن المرأة تشعر بانزعاج حيث تتبلل ملابسها الداخلية وتجعلها غير مرتاحة.
- هذه الإفرازات، لا تثير أي شعور أو رغبة بالحكة، كما أنها لا تسبب أي ألم أو أوجاع، لكن في حالة ظهور أية تغييرات على الإفرازات المهبلية، سواء من حيث اللون أو الرائحة، وقتها ينصح جميع المختصين، المرأة بضرورة زيارة طبيب اختصاصي.
تعرف أيضا على: أهم أسباب نزول إفرازات بيضاء من المهبل
البكتيريا في المهبل والحموضة
يحتوي المهبل على أعداد كبيرة جدا من البكتيريا، والتي يعتبر وجودها مفيدا جدا لصحة المرأة، حيث أن هذه البكتيريا تساعد على ما يلي:
- تركيز البكتيريا الجيدة والمفيدة داخل المهبل بأعداد تفوق عدد البكتيريا الضارة والتي تدخل إلى المهبل من مصادر متعددة، أهمها الملابس الداخلية التي لا يتم تغييرها، حيث أنه من الجيد أن تتفوق البكتيريا المفيدة عدديا على البكتيريا الضارة.
- البكتيريا المفيدة تساعد كذلك في الحفاظ على توازن مستوى الحموضة داخل المهبل، التي تساعد بدورها في الحفاظ على توازن البكتيريا الصحية مقابل البكتيريا المسببة للمرض.
- هذه البكتيريا تساعد على إنتاج مضادات حيوية طبيعية، تساعد على قتل البكتيريا الضارة التي تدخل إلى المهبل.
- أما في حال اختل توازن البكتيريا في المهبل، ففي هذه الحالة، يصبح المهبل معرض بقوة للإصابة بالتهابات وحدوث عدوى.
- من جهة أخرى، ومن فوائد بكتيريا المهبل، وبالأخص أحد أنواعها ويسمى ” العصيات اللبنية” أنه يحافظ على توازن مستوى الحموضة في المهبل، بحيث تصل الحموضة إلى مستوى طبيعي بدرجة 4.5، الشيء الذي يساعد كثيرا على إيقاف نمو الكائنات الحية والبكتيريا الأخرى داخل المهبل.
- وفي حال كان مستوى الحموضة أقل من المستوى الطبيعي أو حتى أكثر، فإن ذلك يؤدي إلى إضعاف بكتيريا العصيات اللبنية، وأيضا دخول ونمو أنواع أخرى من البكتيريا الضارة داخل المهبل.
تابع معنا: هذه هي أعراض التهاب المهبل للمتزوجات
أعراض وجود مشاكل في المنطقة الحساسة
مشكلة جفاف المهبل
من بين أهم المشاكل، التي يتعرض لها المهبل هو مشكلة ” جفاف المهبل “، والتي تعود بالأساس إلى مشكل انخفاض مستوى الأستروجين، الذي تتسبب فيه عدد من العوامل.
والإستروجين هو هرمون أنثوي، يعمل على جعل الانسجة المهبلية سليمة وصحية، بحيث يحافظ على رطوبة منطقة المهبل بشكل طبيعي وأيضا مرونة الانسجة والحموضة، وهذه العوامل وكما رأينا في الفقرة السابقة تشكل دفاعا طبيعيا ضد الالتهابات المهبلية وأيضا التهابات المسالك البولية.
وفي حال انخفاض مستويات الإستروجين ينخفض كذلك مستوى هذا الدفاع الطبيعي، مما يتسبب في جفاف المهبل وجعله أكثر هشاشة وأقل مرونة، أما عن أسباب انخفاض مستويات الإستروجين، فهي راجعة لعدة أسباب هذه أهمها :
- علاجات السرطانات على المبايض.
- الإفراط في العناية بالمنطقة الحساسة بشكل غير صحيح.
- كثرة ممارسة العلاقة الحميمية.
- الاضطرابات المناعية.
- جراحة ازالة المبايض.
- الرضاعة الطبيعية.
- الولادة عدة مرات.
- بلوغ سن اليأس.
- تدخين السجائر.
انظر إلى: سرطان المهبل، الأسباب و الأعراض و طرق العلاج
بعض الأعراض التي تدل على وجود مشاكل في منطقة المهبل
هناك عدد من العلامات، بمجرد أن تلاحظيها عليك استشارة طبيبك فورا، وهي :
- تغير في الإفرازات المهبلية، ونقصد هنا : لونها، رائحتها وأيضا كميتها.
- نزيف مهبلي، بعد العلاقة الجنسية وبين الدورات الشهرية.
- الإحساس بألم أثناء الاتصال الجنسي.
- تكتل أو نتوءات في المهبل.
- احمرار في منطقة المهبل.
- حكة في منطقة المهبل.
أحيانا قد لا تكون هذه الأعراض، علامة إصابة بمرض خطير أو مشكلة صحية كبيرة، مع ذلك تبقى استشارة الطبيب لازمة لأجل الاطمئنان، وحتى يصف لك الدواء المناسب، قبل أن تتطور الحالة إلى ما هو أسوأ.
قد يهمك أيضا : أسباب ضعف الانتصاب داخل المهبل
الطرق السليمة للعناية بالمنطقة الحساسة
هناك عدد من الطرق السليمة من أجل العناية بالمنطقة الحساسة، ومنها :
- عدم استخدام المطهرات والصابون المعطر أثناء غسله، حيث أن هذه المواد سوف تؤثر في التوازن الصحي للبكتيريا المفيدة في المهبل وأيضا على توازن مستويات الحموضة فيه مما قد تؤدي إلى حدوث التهيج.
- من المفيد جدا، غسل المهبل وكذا المنطقة المحيطة به بشكل يومي بالماء الدافئ والصابون الطبيعي (غير المعطر).
- الاهتمام خاصة بنظافة المنطقة في فترة الحيض، من الأفضل مرتين في اليوم فقط بالماء والصابون الطبيعي.
- تجنب استعمال المناديل المعطرة.
- ووجب التنبيه كذلك إلى أن المهبل يعمل على تنظيف نفسه بنفسه داخل الجسم، وذلك بفضل وجود الإفرازات المهبلية الطبيعية.
اقرأ أيضا: تمارين كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض
الاهتمام الصحي وأفضل الأغذية للعناية بالمنطقة الحساسة
أفضل السلوكيات للعناية بالمهبل
المهبل منطقة حساسة جدا، وهي تحتاج إلى اهتمام خاص وعناية كبيرة واهتمام أكبر، فهذه المنطقة لها تأثير مهم على حياة المرأة وراحتها النفسية، وكذلك على علاقتها الزوجية، ولكن للأسف الكثيرات من السيدات عبر العالم، يغفلن كثيرا عن أهمية هذه المنطقة وضرورة الحفاظ على نظافتها بشكل يومي وبالتالي سلامتها.
بصفة عامة، من المهم والضروري على كل امرأة أن تهتم بمنطقة المهبل لديها وأن تكون حريصة على نظافتها وذلك بشكل يومي، وأن تتبع عدد من السلوكيات الصحية، التي تساعدها في الحفاظ عل سلامة جسدها بصفة عامة والمهبل بصفة خاصة، ومن أهم هذه السلوكيات والعادات الصحية :
- الانتظام في ممارسة الرياضة.
- اتباع نظام غذائي.
أفضل الأغذية لصحة المنطقة الحساسة
الأغذية الطبيعية والمتوازنة مهمة ومفيدة جدا لصحة المهبل، ومن أهم أنواع الأغذية، نذكر:
- الزبادي : معلوم أن الزبادي يعتبر أفضل مصادر البروبيوتيك ، والذي يلعب دورا مهما جدا في الحفاظ على المعدل الطبيعي لدرجة الحموضة المهبلية ، وأيضا منع أي نوع من عدوى الخميرة، والبروبيوتيك أساسا هو عبارة عن نوع من البكتيريا المفيدة و“النافعة” والتي تعزز كذلك صحة الأمعاء.
- البذور والمكسرات: من بين أهم الفيتامينات لصحة المهبل ” فيتامين E” بحيث أنه يمنع جفاف المهبل وبالتالي يساعد في الحفاظ على رطوبته، ويمكن العثور على هذا الفيتامين في اللوز، بذور عباد الشمس، الجوز والبندق، وكذلك في الزيوت المشتقة من هذه المكسرات، من جهة أخرى كما أن اللوز وبذور اليقطين غنية كذلك بالزنك، الذي يعتبر أحد المعادن الأساسية لدورة الحيض حتى تمر بسلام ومن دون أوجاع ومشاكل، كما أنه يساعد في منع الحكة وتجنب أعراض الجفاف. بذور الكتان كذلك غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، ومركب “فيتويستروغنز” ، وهي مكونات تساعد كثيرا على تعزيز مستويات هرمون الأستروجين وتوقف جفاف المهبل.
الخضروات والفواكه: الخضروات الطازجة والفواكه، من الضروري جدا أن تكون جزء من النظام الغذائي لكل فرد، وبالأخص للسيدات حتى تساعدهن على التمتع بصحة جيدة للمهبل، إذ أنها تحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات المفيدة جدا للصحة، كما يجب كذلك استهلاك الخضر الورقية ( السبانخ، الكرنب، لسلطة، الملفوف … ) بكثرة لأنها فضلا عن كونها تساعد في سلامة الدورة الدموية، فهي كذلك تمنع جفاف المهبل.
قد يهمك أيضا : ما هو هرمون الحمل و متى ترتفع مستوياته
أهمية شرب الماء لصحة المهبل
أكيد أن الماء مفيد لجميع الكائنات الحية، وأيضا له دور هام في تسهيل عمل العديد من الأعضاء في الجسم، ومنها وظيفة الأغشية المخاطية المهبلية، والتي تتطلب الكثير من الماء حتى تعمل بشكل صحيح وسليم، حيث أنها تحتاج إلى أن تبقى رطبة طيلة الوقت، وأفضل طريقة وأكثرها صحة وسلامة، لتحقيق ذلك هي شرب كميات وافرة جدا من الماء، حيث أنه يجب شرب ما لا يقل عن ستة إلى ثمانية 8 أكواب من الماء كل يوم، أي من 1.5 إلى 2 ليتر، لأن الماء سوف يساعد كثيرا على تليين وترطيب المهبل.
و في الختام، يبقى تناول أكل صحي ومتوازن ضروري جدا للصحة العامة، ولكافة أجزاء الجسم، حيث أن كل عضو يحتاج أن يتغذي بشكل جيد، ومنها طبعا منطقة المهبل، التي تحتاج بدورها لغذاء صحي وسليم، من جهة أخرى وكذلك لأجل صحة وسلامة منطقة المهبل، أكدت العديد من التجارب أنه من الجيد والمفيد أن تقوم المرأة أحيانا بالتخلص من ملابسها الداخلية لبعض الوقت وإعطاء المهبل مجالا حتى يتنفس بحرية مطلقة.
لذا سيدتي، في كل مرة تجدين فيها متسعا من الوقت في غرفة نومك، اخلعي ملابسك الداخلية واجعلي المنطقة حرة، بحيث يدخل الهواء إليها من حين لآخر، هذا الأمر سوف يساعد كثيرا في الحفاظ على صحة منطقة المهبل.
تعرف على: تغير لون الحلمتين أثناء الحمل و حقيقة تحديد جنس الجنين خلالها