حضانة الطفل بعد الطلاق من الأحق بها؟!
حضانة الطفل بعد الطلاق تعتبر من المواضيع الاجتماعية الهامة التي تتعلق بالأسرة ومستقبلها ومصير الأولاد بعد لجوء كل من الأم والأب إلى الطلاق، حيث أولى الإسلام الأسرة اهتماماً كبيراً وكان دائماً يحث على استمرار بقاء الأسرة وديمومتها دون أن يكون هناك خلافات أو مشاكل تعكر صفو جو الأسرة السعيدة، لكن في حال تصاعد الخلافات وصعوبة عيش الزوجين مع بعضهم البعض أوجد الإسلام لذلك أحكام شرعية منصفة لكل من الرجل والمرأة، ألا وهو اللجوء إلى الطلاق كحل نهائي في حال انسداد كافة السبل المؤدية لاستمرار العلاقة الزوجية، بما يضمن الاحترام والمودة بين الطرفين، ويضمن حقوق الأبناء، فيأتي بعد الطلاق حضانة الطفل؟ فما المقصود بذلك؟ ولمن تكوت حضانة الطفل بعد الطلاق؟ وما حكم الحضانة ومشروعيتها؟ هذا ما سنعرفه في المقال.
اقرأ أيضاً:تنظيم الأسرة في الإسلام كيف يكون ؟!
ما المقصود بالحضانة
قبل الحديث عن حضانة الطفل بعد الطلاق لا بد من التعرف على مفهوم الحضانة وما المقصود به، ويأتي معنى الحضانة اصطلاحاً بمعنى الرعاية والاهتمام بالطفل غير المتميز أو غير البالغ لمن يتولى مسؤولية رعايته وحق حضانته، وهذا الاهتمام يدخل ضمنه توفير الحماية والرعاية والعناية للطفل وضمان تحقيق وتلبية متطلباته والدفاع عنه.
ووفقاً للمذاهب تم تعريف الحضانة بأنها عبارة عن الرعاية والاهتمام التام بالطفل وحفظه من كل سوء والعمل على تلبية متطلباته واحتياجاته من قبل من يتكفل بحضانته، خاصة وإن كان الطفل غير متميز ولا يقدر على تحقيق مصالحه وأموره بنفسه بالشكل المطلوب.
اقرأ أيضاً:ما فوائد النكاح للرجال والنساء ؟!
حضانة الطفل بعد الطلاق
اتفق أهل العلم والفقهاء على أن حضانة الطفل بعد الطلاق تكون من حق الأم خاصة لو كانت الأم قد طلبتها وتوفرت بها كافة شروط الحضانة، والحكم في ذلك وفقاً لحديث النبي الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم-الذي رواه عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه-:” أن امرأة قال: يا رسول الله إن ابني هذا بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له جواء، وإن أباه طلقني وأراد أن ينزعه مني، فقال: أنت أحق به ما لم تنكحي”.
وكما قلنا أن الفقهاء أجمعوا على أن حضانة الطفل بعد الطلاق تكون الأم أولى بها من الأب، إلا أن الخلاف يبقى على موضوع السن المحدد للطفل والتي تنتهي عنده حضانة الأم لطفلها، والراجح في ذلك أن الحضانة تنتهي عند سن التمييز وجهوزية الطفل للاختيار بين والده أو والدتهن ففي حال بلوغه سن الرشد وأصبح مميزاً، فتأتي رعايته والاهتمام به وفقاً لاختياره، والدليل على ذلك أنه جاء عن أبي هريرة –رضي الله عنه-:” أن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-كان خير غلاماً بين أبيه وأمه”.
كذلك قام الرسول الكريم بتقديم الاستهام على التخيير في حال كان هناك تراضي واتفاق بين الزوجين، حيث أن التخيير جعله موقوفاً على وقوع الخلافات والمنازعات بين الزوجين، بينما عند وجود الاتفاق بينهما تكون الحضانة لأحد منهما والحكم يكون لمن يأخذ الحضانة يكون بالتراضي، لكن عند الخلاف على الحضانة ولمن تعود أحقيتها يتم هنا اللجوء لتخيير الطفل مع من يريد البقاء بشرط أن يكون الطفل مميزاً، مع العلم أن التخيير للطفل يكون بشرط انتفاعه وتحقيق متطلباته ومصالحه.
قد يهمك أيضاً:ما هي شروط الطلاق في الإسلام ؟!
مشروعية الحضانة في الإسلام
شرع الإسلام وأوجب الحضانة للطفل في كل الأحوال والظروف، وذلك في سبيل ضمان حصول الطفل على كافة حقوقه من الرعاية والاهتمام والحماية، ونيل كافة حقوقه من التعليم والصحة، حيث أن الفطرة السوية تكون مبينة على تعاهد الأبناء وإطعامهم وتربيتهم وحمايتهم بشتى الطرق، وبذل الجهود لتنشئتهم تنشئة صحيحة سليمة تناسب الإنسان وظروف المكان والزمان.