حكم السفر إلى بلاد غير مسلمة للسياحة
ماحكم السفر لقضاء الإجازة في البلاد غير الإسلامية وإنفاق المال فيها؟
السؤال
أرسلت رسالة طويلة تشكو فيها من ظاهرة تحصل عند بعض المسلمين الأثرياء أو في البلاد الإسلامية الغنية حيث أنهم يسافرون لقضاء الإجازات في بلاد غير مسلمة و ينفقون أموالا كثيرة و تقول إن كثيرا من إخوانكم المسلمين بحاجة إلى هذه الأموال في البلاد الإسلامية المختلفة و تسأل الحكم في مثل ذلك و بماذا ينصح هؤلاء ؟
الجواب
لا شك أن الشريعة جاءت بأعدل الأمور و أوسطها في الاكتساب و الإنفاق و الله يقول : “ولَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ” و أمر سبحانه و تعالى بالعدل في الإنفاق و منع من التبذير و بين أن المبذرين إخوان الشياطين فالإسراف في الإنفاق حتى في الوجوب مباحة أمر غير محمود في شريعة الإسلام أما إنفاق الأموال في سفرات لبلاد من غير إسلامية و بدون مناسبة لهذا السفر أي بدون إقتضاء ضرورة فإن هذا من إنفاق المال في غير وجهه و من إضاعته و قد نهانا نبينا صلى الله عليه و سلم عن إضاعة المال ، فالأصل في السفر إلى بلاد غير إسلامية أنه لا يجوز إلا إذا كان للدعوة إلى الله أو لتعليم علوم الشريعة و في ذلك دعوة و اشتمل ذلك على الدعوة أو للتعلم و الاستفادة من الخبرات التي لا تتوفر في البلاد الإسلامية أو للقيام بعمل وظيفي أو تجاري يحتاج إليه أو للعلاج بما لا يجده في البلاد الإسلامية أما أن يسافر من أجل النزهات و قضاء الوقت و الاستمتاع بمظاهر الحياة هناك و مباهجها و الرطوع في مراطع اللهو فهذا من تجاوز الحدود ، فالواجب على المسلمين أن يعتنوا بأنفسهم و أن يوفروا أوقاتهم و أن يستخدموا قضاء أوقاتهم فيما أباحه الله جل و على ، و إذا كان عند أحد فائض مال يريد أن ينفقه فإن وجوه البر متوفرة و مجالات الخير كثيرة و فيها من الثواب ما الله به عليم والله أعلم.
شاهد أيضًا: حكم الصلاة في مسجد به ضريح
مصدر فتوى حكم السفر إلى بلاد غير مسلمة للسياحة موقع الشيخ صالح اللحيدان رحمه الله.