خلع الولادة
خلع الولادة واحد من الأمراض الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأطفال حديثي الولادة ولربما هو أكثر ما يثير قلق الأمهات حول مستقبل الطفل وإذا ما كان هذا المرض سيؤثر على قدرته على الحركة والقيام بوظائفه الأساسية. عموما الخلع واحد من الحالات التي تستوجب من الأم الانتباه ويجب أن لا يتم اهماله حتى لا يتفاقم ويصبح أسوء مع الوقت. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن الخلع وأعراضه وكيفية علاجه والتعامل معه بالصورة الصحيحة بحيث تكون جميع الأمهات فكرة كافية تحمي طفلها من أي اهمال غير متقصد لحالته.
شاهد أيضا : كيف تميزين خلع الورك الولادي
ما هو خلع الولادة ؟
الخلع هو واحد من الحالات الشائعة التي تصيب الأطفال حديثي الولادة وغالبا ما تكون مؤثرة على الفتيات أكثر من الأولاد ويمكن أن تتطور بشكل أكبر عندما يتقدم الطفل في السن. يشير مصطلح الخلع إلى مشكلة تسبب عدم تشكل مفصل الورك عند الرضيع أو الطفل وتسمى أحيانا بخلل التنسج الخلقي وذلك لأنها تظهر في مراحل مبكرة من حياة الإنسان. نسبة حصول الخلع هي واحد من الألف ويسبب عدم تكون مفصل الضلع لدى هؤلاء الأطفال بانزلاق عظمة الفخذ وخروجها من مكانها وتتفاوت شدة هذا الانزلاق فقد يكون جزئي أو كلي. يحصل الخلع عادة بواحد من الوركين لكن يمكن في بعض الحالات الأقل شيوعا أن يصيب الضلعين معا.
شاهد أيضا : علاج البرص
الأعراض
لحسن الحظ هناك الكثير من الدلالات التي يمكن أن تشير للأم أن الطفل قد يكون مصاب بخلع الولادة ومع انتشار الوعي حول هذه الأمراض أصبحت الأم تتوجه للطبيب عند ظهور أي من الأعراض حتى يقوم بالفحوصات التي تأكد وجود الخلع من عدمه بالتالي يسرع هذا البدء بإجراء العلاج. أبرز أعراض الخلع عند الرضع والأطفال هي :
- وجود مسافة واسعة وكبيرة بين الوركين وظهورهما بشكل متباعد بشكل يثير الانتباه ويختلف عن أقرانهم.
- وجود طيات ذات أحجام غير متساوية في منطقة الفخذين والأرداف عند الأطفال.
- صعوبة الحركة عند الطفل في واحدة من أطرافه دونا عن الأخرى.
- أنماط المشي غير المعتادة كالعرج أو التحرك بخطوط متمايلة.
- عدم تساوي طول ساقين الرضيع بحيث يبدو هناك تفاوت واضح في طولهما وتكون القدم المصابة بالخلع أقصر من الأخرى.
تشخيص خلع الولادة
هناك طرق متعددة يمكن للطبيب من خلالها أن يشخص خلع الولادة وتأتي أهمية التشخيص بكونه الطريقة الأفضل حتى يبدأ الطفل العلاج وبالتالي لا يكون للخلع مضاعفات خطيرة على حركة الطفل في المستقبل ومن ابرز هذه الطرق ما يلي :
السيرة المرضية
السيرة المرضية أو التاريخ المرضي واحد من أهم مراحل التشخيص لجميع الأمراض في العالم لكن في حالة خلع الولادة فهو يؤخذ من والدة الطفل لا منه مباشرة ويشمل التاريخ المرضي في مثل هذه الحالات التاريخ العائلي للمرض وما إذا كان والد أو والدة الطفل أو اخواته قد اصيبوا به أم لا. من ثم سيحاول الطبيب أن يحصل على صورة للرضيع في الرحم حتى يتأكد من وضعيته إذ أن بعض الوضعيات تشير إلى الاصابة بالخلع بسبب عدم منحها ما يكفي من المساحة للطفل حتى يتحرك براحة. بعد أخذ السيرة المرضية سيقوم الطبيب بواحد من الفحوصات التالية :
الالترا ساوند ” الموجات فوق الصوتية”
الموجات فوق الصوتية واحد من أفضل طرق التشخيص لأمراض كخلع الولادة وذلك لأنه يمكن أن يستخدم للأطفال تحت سن النصف عام لأنه لا يستخدم أي نوع أشعة ضار يمكن أن تؤثر على نمو الطفل وتعطي صورة الموجات فوق الصوتية فكرة تامة عن حالة ورك الطفل ولا تستغرق وقت وتكلفتها معقولة وبسيطة.
التصوير المقطعي
التصوير المقطعي واحد من التقنيات التي يعتمد عليها الطبيب أثناء علاج خلع الولادة حيث من خلاله يمكن للطبيب أن يتأكد من حالة الورك وما إذا كان قد شفي أم لا وبالتالي يعتمد عليه استمرارية العلاج من عدمه. يستخدم هذا التصوير الأشعة السينية تحديدا ويعطي صورتان أفقية وعمودية لوضع الورك ولذلك هو واحد من أقوى طرق التشخيص التي يعتمد عليها الطبيب.
الاشعة السينية
الأشعة السينية على عكس الالترا ساوند تستخدم للأكفال بعد سن النصف عام أو الستة أشهر وهو أحد طرق التشخيص الدقيقة ويعتمد على اصدار حزمة من الأمواج فوق الكهرومغناطيسية لتكوين صورة واضحة عن شكل مفصل الورك وعموما الأشعة السينية تستخدم كخيار أول لتأكيد الاصابة بخلع الولادة من عدمه.
صورة الرنين
قد تكون صورة الرنين المغناطيسي هي الطريقة الأكثر تعقيدا لأخذ صورة لمنطقة الورك إلا أنها تمتلك عدد كبير وجيد من الميزات مثلا هي تكون لديك فكرة متكاملة عن حالة الأوتار والعضلات حول مفصل الورك كما أنها تعتمد على مجموعة واسعة من أنواع المغناطيسات وعدة أمواج راديو وتنتج صورة ذات تفاصيل ممتازة لتشخيص مفصل عن حالة الورك وهي تستخدم في بعض الحالات المعقدة من خلع الولادة.
علاج خلع الولادة
علاج خلع الولادة ليس واحد أو بشكل محدد بل يوجد له الكثير من الأشكال ويحدد الطبيب أحدها بالاعتماد على مجموعة من المتغيرات أبرزها : العمر والوضع الصحي والمناعي ومدى تقدم حالة الصغير وشدة الخلع وعموما في أي واحدة من طرق العلاج المبدأ الأساسي هو ارجاع عظم الفخذ إلى مكانه الأصلي في تجويف الورك ومن ثم سيتولى الجسم بقية المهمة وينميه بشكل طبيعي. من أبرز طرق العلاج لخلع الولادة ما يلي :
- الدعامة : بهذه الطريقة سوف يقوم الطبيب المختص بوضع دعامة تثبت ورك الطفل بمكانه مما يسمح للعظام أن تعود لتأخذ شكلها الطبيعي. تتميز هذه الطريقة بكونها تمنح الطفل راحة محدودة لتحريك قدميه وهي عادة ما تستخدم للأطفال تحت سن ستة اشهر.
- الجبائر: الجبيرة عادة ما تتبادر إلى أذاهننا في حالة حدوث كسر أو ما شابه إلا أنها قد تستخدم أحيانا في حالة خلع الولادة وذلك لأن الهدف الأساسي في علاج الخلع هو تثبيت الورك والجبائر طريقة ممتازة لتثبيت عضو ما في مكانه. الجبيرة عادة تستخدم في حالة كون الدعامة لا تفي بالغرض اللازم وعادة ما يكون هذا في حالات خلع الولادة الشديدة.
- العمليات الجراحية: تستخدم العمليات الجراحية في الحالات المتقدمة جدا من حالة خلع الولادة وقد يلجأ لها الطبيب مضطرا في حالة كون الدعامة والجبيرة لا تفيان بالغرض. الجراحة تجرى فقط للأطفال بين السنتين والستة أشهر ولا تجرى قبل ذلك وهي توضع كخيار أخير لعلاج الخلع وهناك احتمالية عالية وجيدة لنجاح العملية في حل المشكلة بشكل جذري.
الأسباب
هناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى خلع الولادة ومن أبرزها التشوهات الخلقية المتنوعة والتغيرات في الهرمونات عند السيدة الحامل وهناك نصيب أيضا للعامل الوراثي في انتقال خلع الولادة من الآباء للأبناء. في حال كان والد أو والدة الطفل قد عانيا من خلع الولادة فيجب أن يتم الانتباه إلى الطفل لأن احتمالية اصابته بخلع الولادة ستكون مرتفعة أيضا. في بعض الحالات النادرة يمكن أن تتسبب الوضعيات الخاطئة في حمل الطفل خصوصا في حالة حمل الطفل بوركين متقاربين بالخلع ويحدث هذا عند شعوب معينة دون غيرها.