قصائد متنوعة وجميلة
قصائد متنوعة وجميلة
قصائد – حظيت القصيدة العربية بمكانة عظيمة منذ القدم،حيث اهتّم بها الشعراء والنقاد القدامى ،ودرسوها على نطاق واسع لما لها من جمال فنّي،إنّها المفتاح الأول الذي يزود الناقد بالقدرة على إيضاح الرسالة التي يريد إيصالها من خلال قصيدته. فالقصيدة في تعريفها الكلاسيكي هي موضوع شعري مكون من أبيات قليلة أو كثيرة، وتتغير خصائصها الشكلية مع تغير العصور فتأخذ شكل المربعات والمسدسات والموشحات لكنها لا تتغير تغيرات كبيرة منذ أقدم نصوصها المعروفة منذ مايقارب الألفين عاماً حيثُ يُلتزم فيها بعنصرين أساسيين هما:
الوزن والقافية، أمّا خصائصها الموضوعية فتغيرت تبعاً العصور المتتالية التي عاشها الشاعر العربي بدءاً بالعصر الجاهلي فالإسلامي فالأموي فالعباسي.
قصائد أبو العتاهية
والآن سنعرض قصيدة لأبي العتاهية تنتمي للعصر العباسي حيث كان من كبار شعراء هذا العصر:
من قصائدة
أذلَّ الحرصُ والطّمعُ الرّقابا
وقد يعفو الكريمُ، إذا استرابَا
إذا اتّضحَ الصّوابُ فلا تدعُهُ
فإنّكَ قلّما ذقْتَ الصوابَا
وجدْتَ له على اللهواتِ برداً
كبردِ الماءِ حينَ صفا وطابَا
وليسَ بحاكمٍ من لايُبالي
أأخطْأَ في الحكومة أَمْ أصابَا
وإنّ لكل تلخيص لوجها
وإنّ لكل مسألة جوابا
وإنّ لكل حادثةٍ لَوْقتاً
وإنّ لكلِّ ذي عملٍ حسابَا
وإنَّ لكلّ مطّلعٍ لحدّاً
وإنّ لكلِّ ذي أجلٍ كتابا
وكل سلامة تعدُ المنايا
وكلُّ عمارة تعدُ الخرابا
وكلُّ ممّلَكٍ سيصيرُ يوماً
وما ملكت يداه معاً ترابا
أبتْ طرفاتُ كلّ قريرِ عينٍ
بها إلّا اضطراباً وانقلابا
كأنَّ محاسنَ الدّنيا سرابٌ
وأيُّ يدٍ تناولت السرايا
وإنْ يكُ منيَةٌ عجِلتْ بشيءٍ
تُسَرُّ بهِ فإنّ لها ذهابَا
فيا عجباً تموتُ وأنتَ تبني
وتتّخذُ المصانعَ والقبابَا
أراكَ وكلّما فتحْتَ باباً
من الدنيا فتحَت عليكَ نابَا
ألمْ ترَ أنَّ غُدوةَ كلّ يومٍ
تزيدُكَ من منيّتكَ اقترابا
وحُقَّ لموقنٍ بالموت أن لا
يُسوّغهُ الطعامَ ولا الشّرابا
يدبّرُ ما ترى مَلْكٌ عزيزٌ
بهِ شهدَت حوادثهُ رغابا
أليسَ اللهُ في كلٍّ قريباً
بلى من حيثُ ما نودي أجابَا
ولمْ ترَ سائلاً للهِ أكدى
ولمْ ترَ راجياً للهِ خابَا
رأيتُ الروحَ جدْبَ العيش لمّا
عرفتُ العيش مخضاً واحتلابا
ولسْتَ بغالبٍ الشّهواتِ حتى
تعدَّ لهنَّ سبباً واحتسابا
فكلُّ مصيبةٍ عظُمتْ وجلتْ
تخفُّ إذا رجوتَ لها ثوابَا
كبِرنا أيها الأترابُ حتى
كأنّا لم نكن حيناً شبابا
وكنّا كالغصونِ إذا تثنّتْ
من الريحان مونعةً رطابا
إلى كم طولُ صَبْوتنا بدارٍ
رأيتُ لها اغتصابا واستلابا
ألا ما للكهول وللتصابي
إذا ما اغترَّ مكتهلٌ تصابى
فزعتُ إلى خضابِ الشيبِ مني
وإنّ نصولهُ فضحَ الخضابا
مضى عنّي الشبابُ بغيرِ ردٍّ
فعندَ اللهِ احتسب الشباب
وما من غايةٍ إلا المنايا
لمن خلقَتْ شبيبتهُ وشابا.
والآن سنذكر بعض الأبيات من قصيدة لنزار قبّاني:
يا سيّدتي:
كنتِ أهمّ امرأةٍ في تاريخي
قبلَ رحيلِ العامْ
أنتِ الآنَ…أهمُّ امرأةٍ
بعدَ ولادةِ هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبُها بالسّاعاتِ و بالأيامِ
أنتِ امرأةٌ…
صُنعَت من فاكهةِ الشِّعرِ…
ومن ذهبِ الأحلامْ…
أنتِ امرأةٌ…كانت تسكنُ جسدي
قبل ملايين الأعوام…
يا سيّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ
يا أمطاراً من ياقوتٍ…
يا أنهاراً من نهوندٍ…
ياغاباتِ رخام…
يا من تسبحُ كالأسماكِ بماء القلب..
وتسكنُ في العينين كسربِ حمامْ.
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي…
في إحساسي…
في وجداني…في إيماني…
فأنا سوفَ أظلُّ على دينِ الإسلام…
أخيراً نرى تنوع موضوعات القصائد وتعددها وماتحويه من كلمات تعبّر عما في قلب الشاعر ومايريد إيصاله من حزن وغضب وشوق وحب وفرح فالقصيدة كالمرآة تعكس واقع حياتنا.
قد تقرأ أيضا: قصيدة حب وغزل مميزة