قصص وحكاياتقصص تاريخية

ما هي قصة سد مأرب التي حدثت في اليمن ؟!

قصة سد مأرب تعتبر من القصص الهامة التي وقعت زمن الرسول الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم-، حيث أن سد مأرب كان يسمى قديماً وادي سبأ، وتم بنائه على شكل هرم في المقطع العرضي، ويتسم بأن بنيته التحتية دقيقة من حيث الحجر وعملية البناء الخاصة فيه، وتكمن فائدته في أنه يقوم بالتحكم بتدفق المياه نظراً لامتلاكه بوابات، كما أنه يقوم بالحفاظ على المياه لكي يمد المناطق الزراعية الكثيفة بالمياه المطلوبة لعملية الري، ومن حيث كم يبلغ طول سد مأرب، فهو يصل طوله إلى قرابة 550 متراً.

اقرأ أيضاً:أين غرقت سفينة تايتنك ؟!

قصة سد مأرب

تعتبر قصة سد مأرب من القصص الشهيرة التي دارت في مملكة سبأ في اليمن، حيث كان هناك يعيش رجل اسمه سبأ نسبة إلى مملكة سبأ، وكان هذا الرجل سيداً على قومه ويتبع لحكمه العديد من القبائل، كما أنه كان يملك الكثير من الأموال والبلاد التي يحكمها غنية بأصناف الطعام والماء الذي كان يسير بين جبلين عظيمين.

والحدث الهام في قصة سد مأرب أن سيد القوم سبأ أمر ببناء سد مأرب العظيم بين الجبلين لكي يتم حبس الماء التي تتدفق من خلفه، حيث لوحظ ارتفاع الماء إلى أعلى الجبل وبقي محصوراً ومحبوساً بالسد العظيم وبهذا أصبحت المياه وفيرة تروي الأغصان والأشجار والبساتين التي ترعرعت عند سد مأرب، وباتت الراحة والهناء من نصيب أهل سبأ.

لكن بعد أن كان أهل سبأ ثابتين على الدين والاستقامة والصلاح، انحرفوا عن عبادة الله وتكبروا على النعم التي أنعمها الله عليهم، وجراء ذلك حرمهم الله من النعم، فأرسل عليهم الحيوان الذي هدم سد مأرب وهو عبارة عن جرذ صغير اسمه حيوان الخلد، وقام هذا الحيوان بالحفر في قواعد السد والأساسات الذي يقوم عليها السد، وعندما لاحظ أهل سبأ ذلك حاولوا منع الحيوان من الحفر لكن الأمر باء بالفشل، واستمر الجرذ بالحفر حتى باتت المياه تتسرب من السد وأصبح السد ضعيفاً لم يقوى على الثبات حتى انهار بالكامل وسقط أرضاً، وهنا تحولت النعمة التي كان أهل سبأ يتمتعون بها إلى نقمة وسخط من الله، لأنهم صدوا عن دين الله وكفروا بنعم الله وتكبروا عليه فهذا كان جزاءهم.

اقرأ أيضاً:أين توجد سفينة نوح عليه السلام بعد الغرق ؟!

معلومات عن سد مأرب وتاريخه

يمكننا القول أن سد مأرب الذي حدثت قصته في اليمن في مملكة سبأ، عبارة عن سد مائي موجود منذ الأزل في اليمن في منطقة مأرب بالتحديد، حيث أنه من أعظم السدود المائية التي شهدتها شبه الجزيرة العربية، لدرجة أن المؤرخين اعتبروه بمثابة معجزة عظيمة في عالم الهندسة المعمارية في تاريخ شبه الجزيرة العربية، وهو أقدم سد في العالم.

تم بناء سد مأرب في القرن الثامن قبل الميلاد، وتم بنائه بالاستعانة بالحجارة التي قام فيها أهل سبأ باقتطاعها وأخذها من صخور الجبال، وكان هذا السد يحبس كمية كبيرة من الماء التي تكفي لري مساحة واسعة جداً من سطح الأرض تثل مساحتها إلى 98000 كيلومتر مربعاً، إذ يعتبر أقدم السدود التي شيدت في دولة اليمن، وهو ليس السد المائي الذي بناه اليمنيون، بل قاموا ببيناء سدود مائية أخرى مثل سد الخانق، ومرخة، وأضرعة، لكن هذا السد سد مأرب تعرض لعمليات انهيار عديدة ،حيث شهدت اليمن في تاريخها العديد من الاضطرابات السياسية والتدخل فيها من قبل الفرس، ما نجم عن ذلك عدم الاهتمام بالسد وبعملية ترميمه من جديد بعد الانهيار.

ومن ضمن عمليات الانهيار العديدة التي شهدها سد مأرب هي قصة سبأ التي تحدثنا عنها سابقاً، وفيما يتعلق بوضع السد في الوقت الراهن، فقد قرر رئيس دولة الإمارات عام 1986م، الراحل الشيخ بن زايد بن سلطان آل نهيان التبرع بمبلغ ضخم من المال، لكي يتم إعادة بناء وترميم سد مأرب من جديد، وتوسعته كذلك، وبعدها عادت الحياة للسد من جديد وأصبح يروي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والتي وصلت مساحتها إلى 16000 هكتار.

قد يهمك أيضاً:كيفية حدوث التسونامي وما أهم نتائجها ؟!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى