مرض التوحد الاعراض والعلاج والاسباب
مرض التوحد
مرض التوحد وراثي أم مكتسب ؟ سؤال يشغل بال العديد من الأشخاص وخاصة في السنوات الاخيرة حيث انتشر فيها مرض التوحد بشكل كبير بين فئات مختلفة من الأطفال، يرغب الآباء في معرفة السبب الأساسي وراء هذا المرض الذي يسبب العديد من المشاكل للاطفال المصابين به ولأسرهم، وهذا ما سوف نتعرف عليه في هذه السطور.
هل مرض التوحد وراثي؟
بعد أن أصبح هذا المرض منتشر بصورة كبيرة بين العديد من الأطفال، قد يتسائل البعض هل مرض التوحد وراثي؟ والاجابة نعم قد يكون هذا المرض وراثي ولكن لم يستطع العلماء تحديد الطريقة التي يتوارث بها هذا المرض بين العائلة الواحدة.
ولكن قد يتكرر هذا المرض في عائلة واحدة، حيث ان الاشخاص الذين يمتلكون الجينات الخاصة به تتضاعف لديهم فرص تطور الاصابة على مراحل عدة، بل من التعرض لها بصورة مباشرة وواضحة.
اقرأ أيضا: هل تعاني من القلق المستمر ماذا إذا كنت مصابا باضطراب القلق
الدراسات التي تجيب عن هذا السؤال
تم إجراء العديد من الدراسات العلمية في محاولة لمعرفة هل مرض التوحد وراثي او لا،
نتائج هذه الدراسات كما يلي:
الدراسة الأولى
هذه الدراسة التوضيحية تم إجرائها من أجل تحديد العلاقة بين العوامل البيئة التي تحيط بالفرد أو العوامل الوراثية في زيادة فرص الاصابة بمرض التوحـد، حيث ان جميع الدراسات السابقة أوضحت أن هذا المرض معقد للغاية ولا يعتمد على هذان العاملان فقط.
وهذه الدراسات ما زالت قيد البحث حتى الآن، ويبحث العلماء عن اجابة العديد من الأسئلة مثل هل الجينات الوراثية كافية بمفردها أن تنقل هذا المرض بين أفراد الأسرة الواحدة؟ وهل للعوامل البيئة المحيطة دور في الاصابة.
الدراسة الثانية
اعتمدت هذه الدراسة على أكثر من 2 مليون شخص من بيئات ومجتمعات ودول مختلفة، وتوصلت أن العوامل الوراثية تلعب دور كبير في فرص الإصابة وتطور المرض حيث جاءت النسبة 80٪ للجينات الوراثية، مقابل 20٪ تلعبها العوامل البيئة في الاصابة بالتوحد.
كما بينت هذه الدراسة أن بعض العوامل التي تمر بها الحامل قد تؤثر على فرص اصابة الطفل بالتوحد بمعدل 1٪ فقط، مثل الوزن الزائد، المزاج المتقلب، وظروف الولادة وغيرها من العوامل.
الدراسة الثالثة
هذه الدراسة ايضا اوضحت ان العوامل الوراثية والجينية لها تأثير أكبر بكثير مقارنة مع العوامل البيئية، حيث ان العديد من الاشخاص قد شعرو بالقلق والخوف تجاه اخذ بعض التطعيمات وذلك اعتقادا منهم أن لها دور كبير في زيادة فرص الاصابة بالتوحد، وتهدف هذه الدراسة التي مازالت قيد البحث إلى تحديد الجين الأساسي المسؤول عن الاصابة بالتوحـد وهو غير معروف بشكل دقيق حتى الآن.
شاهد أيضا: تعرف على تأثير الرياضة على الصحة النفسية
الصعوبات التي يعاني منها مريض التوحد
الاطفال والاشخاص الذين يعانون من مرض التوحـد يواجهون العديد من الصعوبات في حياتهم اليومية وتشمل هذه الصعوبات ثلاث مجالات في حياتهم هم:
العلاقات الاجتماعية.
التحدث واللغة.
ولكن كلما تقدم الطفل في العمر فإن قدرته على تخطي هذه الصعوبات تزيد ويصبح قادر بصورة غير كاملة على الانخراط في المجتمع وإنشاء علاقات متبادلة، كما أن المشاكل المتعلقة بالسلوك لديهم تظهر تحسن ملحوظ ونرى فئة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من التوحد ناجحون في العديد من مناحي الحياة والمجال الدراسي.
في المقابل هناك فئة غير قليلة من مرضى التوحد يواجهون نفس المشاكل حتى مع تقدمهم في العمر، حيث يصعب عليهم الانخراط في المجتمع، وايضا يصبح سلوكهم أكثر سوء.
اما بنسبة عن قدرة الأطفال التعليمية فبعضهم لديه صعوبة في التعلم، والبعض الاخر يمتلكون معدلات ذكاء في المستوي الطبيعي واحيانا اعلى من الأشخاص العاديين، ولكن المشكلة التي تواجه هؤلاء الأطفال هي مشاكل التطبيق.
تعرف أيضا على: أنشطة تساعد على تحسين النفسية و المزاج
أعراض مرض التوحد
اعراض التوحد ليست ثابتة وتختلف من طفل الى اخرى
فقد يتم تشخيص طفلين على أنهم مصابون بالتوحد ولكن يمتلكون مهارات مختلفة وتصرفات ومشاكل متباينة.
ولكن إذا كان مرض التوحد شديد التأثير فإن الطفل يعاني من مشكلة كلية في التواصل وعدم القدرة على إنشاء علاقات اجتماعية مع الأطفال في سنة.
غالبا ما يتم ملاحظة أعراض التوحد وتشخيصه في سن الرضاعة
ولكن هناك فئة كبيرة من الأطفال يتعاملون بشكل طبيعي حتى مرحلة عمرية ما
و فجأة يصبحون منغلقين ويفقدون جميع المهارات التي اكتسبوها في السنوات الماضية ويفقدون أيضا القدرة على اكتساب مهارات جديدة.
ولكن هناك العديد من الأعراض الشائعة بين مرضى التوحد والتي تظهر على الغالبية وتشمل ما يلي:
اضطراب المهارات الاجتماعية
وتظهر هذه الأعراض على المريض:
لا يظهر اي رد فعل أو استجابة اذا تم مناداته باسمه.
لا يمتلك مهارات التواصل البصري.
يظهر وكأنه غير مستجيب او متفاعل مع اي شخص يتحدث معه.
لا يحب العلاقات الاجتماعية ويفضل العزلة ولا يحب أن يعانق أحد.
لا يمتلك القدرة على فهم المشاعر والاحاسيس التي يظهرها الآخرين.
يفضل أن يبقى بمفرده ويتجنب أن يلعب مع من هم في سنه.
أعراض سلوكية
فيما يلي أشهر المشاكل السلوكية التي يعاني منها مرضى التوحد:
يكرر بعض الحركات بصورة متكررة، مثل تحريك يديه بشكل مستمر وبنفس النمط، او يهز نفسه بنفس الطريقة.
يمتلك بعض العادات والسلوكيات التي يكررها بشكل دوري ويحرص على تنميتها.
لديه فرط في الحركة.
ينبهر باقل الاشياء.
يظهر حساسية تجاه الاصوات العالية او الاضواء الساطعة، وكذلك المس.
تابع معنا : الأمراض النفسية التي تصيب البشر
اسباب مرض التوحد
هذه أهم الأسباب وراء الإصابة بمرض التوحد:
اضطرابات وراثية
جميع الدراسات التي أجريت مؤخرا وجدت أن هناك علاقة كبيرة بين بعض الجينات ومرض التوحد
حيث أن بعض هذه الجينات يزيد من فرص اصابة الطفل بالتوحد
بينما بعض الجينات الأخرى يسبب بعض الاضطرابات في خلايا الدماغ، ويؤثر على قدرة التواصل لدى الأطفال.
بعض هذه الاضطرابات الجينية تكون متواترة بينما البعض الآخر يظهر بشكل تلقائى.
عوامل بيئية
قد يكون التوحد ناتج عن بعض الاضطرابات الوراثية مع بعض العوامل الوراثية التي تزيد من فرص تطور التوحد لدى المريض
والكثير من الدراسات الآن تحاول أن تثبت وجود علاقة بين عدوى فيروسية أو تلوث بيئي في ظهور التوحد.
قد يهمك أيضا : الصحة النفسية في ظل أزمة كورونا
عوامل خطر الإصابة بالتوحد
هناك بعض العوامل التي يطلق عليها عوامل الخطر التي تزيد من فرص الاصابة بمرض التوحـد وتشمل هذه العوامل ما يلي:
جنس الطفل:
اظهرت العديد من الابحاث ان فرص إصابة الأطفال الذكور بهذا المرض تزيد عن الإناث بثلاث اضعاف.
التاريخ العائلي:
هناك احتمال كبير ان يولد طفل مصاب بمرض التوحد إذا كان لديه أخ يعاني من نفس المشكلة
وايضا اثبتت بعض الدراسات أن الأسرة التي تمتلك طفل متوحد يكون الابوين او المقربين من الدرجه الاولي يعانون من بعض الاضطرابات السلوكية أو الاجتماعية والتعليمية.
سن الأب:
هناك العديد من الدراسات التي أجريت على هذا الشأن ووجد أن الآباء الذي يولد لهم أطفال بعد تخطي الاب سن الاربعين تزيد لديهم فرص الاصابة بالتوحد بمعدل 6 أضعاف اذا كان الاب لم يتخطي مرحلة الثلاثينات، أما عن تأثير عمر الأم فوجد ان له تاثير بسيط يكاد لا يذكر ولا يؤثر غالبا على فرص إصابة الطفل بالتوحـد.
قد يهمك أيضا : المشاكل النفسية عند أطفال التوحد و ما هو التكامل الحسي؟