التئام العظام
في هذا المقال سوف نتحدث عن التئام العظام عند الأطفال ، فهم أروع ما في الحياة وهم من يعطون الحياة معنى فالجميع من الذكور والإناث يكون كل ما يفكرون به هو الزواج وإنجاب الأطفال والعمل على تربيتهم تربية صالحة ويصبحون ذو شأن في المستقبل وهكذا حيث أن تربية الأطفال هي من أروع مراحل حياة الإنسان وأكثرها متعة ولكن بنفس الوقت فهي مرحلة صعبة جداً وحساسة في حياة الطفل حيث ضمن هذه المرحلة يجب أن يتعلم ويفهم ما يدور حوله حيث كما هو واضح للجميع فإن خلال هذه الفترة يقوم الطفل بتقليد تصرفات أبويه وبالتالي يجب على الوالدين أن ينتبهان لتصرفاتهما وان يحاولان قدر الأمكان التصرف بمحبة وسعادة وخلق جوا من التفاعل الأسري والسعادة .
حيث ان الجو الذي يسوده الحزن أو الكراهية يؤثر بشكل كبير على نفسية الطفل وطريقة تفكيره المستقبلية لذلك يجب على الوالدين الحذر من هذه الأمور وان يكونا على دراية كاملة بها بالإضافة إلى ذلك فإن ضمن هذه المرحلة يكون جسم الطفل غير محمي وجهاز المناعة ليس قادر على حماية الطفل بعد لذلك يجب على الأبوين الإنتباه المستمر ومراقبة الطفل والحرص على إبعاده عن كل ما يؤذيه حيث أن أي تغيير محيط الطفل قد يسبب له الأمراض مثل تقلبات الطقس او خروجه حافي القدمين أو اللعب بالماء والطقس بارد وهكذا أمور والتي يجب على الأهل العمل على تفاديها حيث من اكثر الإصابات التي تحدث للأطفال خلال مرحلة الست سنوات وما دون هي التعرض للكسور فكما نعلم ضمن تلك الفترة تكون عظام الطفل ما زالت طرية ولا تستطيع تحمل الضربات القوية مثل السقوط أو الاصطدام وهذا هو موضوع مقالنا المتواضع.
والذي سنتحدث به عن الكسور التي يتعرض لها الأطفال وما هي مراحل التئام هذه الكسور وطريقة حماية الطفل وتسريع عملية التئام الكسور وغيرها الكثير من المعلومات الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع ولكن في البداية يجب أن نوضح ما هي مكونات العظام قبل البدء بالحديث عن الكسور التي العظام.
الجهاز العظمي ومكوناته
الجهاز العظمي هو إحدى أجهزة الجسم المهمة والذي هو عبارة عن مجموعة من العظام المرتبطة مع بعضها البعض عن طريق مجموعة من المفاصل حيث يمتلك الإنسان البالغ ما يقارب 206 عظمة بينما الأطفال يمتلكون ما يقارب 270 عظمة كحد أدنى للعظام أشكال واحجام مختلفة والتي سنذكرها في الفقرة التالية.
شاهد ايضا : كسر العظام عند الطفل
مكونات الجهاز العظمي
الهيكل العظمي المحوري: والذي يضم حوالي 80 عظمة ومكون من عدة اقسام هي:
الجمجمة: وهي مكونة من مجموعة من العظام منحنية الشكل وتتمثل مهمتها في حماية الدماغ من الصدمات التي قد يتعرض لها.
العمود الفقري: وهو من اهم أقسام الجسم فهو الذي يربط القسم العلوي مع القسم السفلي وهو الذي يمكن الجسم من الحركة والقيام بالحركات والانحناءات التي نقوم بها ويتكون العمود الفقري من سلسلة من الحلقات المتواضعة فوق بعضها البعض والتي تبلغ عددها حوالي 33 حلقة.
القفص الصدري: والذي يقوم بحماية القلب والرئتين من الصدمات والضربات الخارجية التي يتعرض لها الجسم وهو عبارة عن مجموعة من الأضلاع المنحنية على شكل قفص و يصعب التئام العظام فيه في حال كسرها.
الحوض: والذي يقوم بالمساعدة على حمل الجسم وحماية كل من المستقيم والمثانة والأعضاء التناسلية.
العظمي الطرفي: والذي يحوي من العظام حوالي 126 عظمة ويقسم إلى :
الهيكل العظمي العلوي: والذي يضم كل من عظم الترقوة ولوح الكتف ورسخ اليد والأمشاط والعضد والساعد.
الهيكل العظمي السفلي: والذي يضم كل من الساق وعظام الورك وعظام الفخذ ورسخ القدم.
أهمية الجهاز العظمي
يساعد على تقوية الجسم وتقديم الدعم له.
شد كل من الأربطة والأوتار والعضلات.
حماية الجسم من الصدمات والإصابات.
تسهيل عملية التحرك بالنسبة للإنسان.
تخزين كل من الكالسيوم والاملاح ضمن الجسم.
إنتاج الهيموجلوبين في الجسم.
شاهد ايضا : زيادة الوزن عند الحامل
الحفاظ على صحة الجهاز العظمي
تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل مشتقات الحليب و الحبوب والأطعمة البحرية كالأسماك.
الإكثار من الأطعمة الغنية بفيتامين د وذلك لفائدته الكبيرة في تحسين وتقوية العظام والذي نستطيع الحصول عليه من خلال تناول الخضار وبالأخص الخضار الورقية.
ممارسة الرياضة بشكل منتظم ومحاولة عدم الانقطاع عنها حيث انها تساعد على تحسين لياقة الجسم ومده بالطاقة والقوة و تسرع التئام العظام في حال كسرها.
الابتعاد عن السمنة ومحارتها والحفاظ على وزن الجسم المثالي حيث أن السمنة المفرطة تسبب الإصابة بهشاشة العظام بالإضافة إلى الضغط الذي تضعه على العظام.
الامتناع عن الجلوس لفترات طويلة وذلك لتجنب الإصابة بتمزق المفاصل ومحاولة الوقوف بطريقة صحيحة.
الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية والغازية لما لها من أضرار على العظام.
تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والبروتينات مثل الفواكه واللحوم والحبوب والبقوليات والفول والأسماك والحليب.
الكسور الشائعة لدى الأطفال
كسر في الترقوة: كما نعلم فأن عظمة الترقوة تقع بين رأس الكتف وقاعدة الرقبة وبذلك تعتبر من عظام الكتف الرئيسية كونها تصل ما بين الذراع والجسم ومن الأعراض التي تظهر عند حدوث كسر في الترقوة لدى الأطفال هي انتفاخ وتورم في مكان حدوث الكسر وملاحظة تدلي الكتف إلى الأسفل بالإضافة إلى الشعور بألم شديد في تلك المنطقة وعدم تمكن الطفل من تحريك الذراع أو رفع يده بشكل جيد وسماع صوت طقطقة عند محاولة الطفل لتحريك الذراع نحو الأعلى.
في رأس عظم العضد: وهو كسر يحدث في منطقة فوق العنق والذي يحدث نتيجة السقوط والذراع ممدودة أو نتيجة السقوط المباشر على الكتف ومن الأعراض التي تظهر هي الشعور بألم كبير في منطقة الكتف و وجود صعوبة في تحريك الكتف وصعوبة في التئام العظام.
كسر فوق اللقمة: والتي تبلغ نسبتها حوالي 60% من إجمالي الكسور التي يتعرض لها الطفل والتي تحدث نتيجة السقوط والمرفق في وضع مستقيم ويتطلب هذا النوع من الكسور أن يقوم الطبيب بفحص الأعصاب والنبض في المنطقة المصابة.
في لقيمة العضد الإنسية: والتي تمثل حوالي 10% من الكسور التي تصيب المرفق لدى الأطفال وتحدث هذه الكسور نتيجة السقوط بحيث تكون الذراع ممدودة بينما المرفق مضغوط للخارج مما يسبب فصل اللقيمة من موضعها.
كسر في عظم اللقمة الوحشية
أما هذه الكسور فتبلغ نسبتها حوالي 17% من كسور المرفق والتي تحدث نتيجة السقوط بحيث تكون الذراع أيضاً ممدودة اما المرفق فيكون هنا مضغوط نحو الداخل على عكس الحالة السابقة.
في منطقة الساعد: والتي تمثل نسبة حوالي 46% من إجمالي الكسور التي تصيب الأطفال في سن الخامسة وما فوق وتحدث الإصابة هنا عند السقوط بحيث تكون الذراع ممدودة بشكل مستوي مع التوائها حيث يجب على الطبيب في هذه الحالات أن يقوم بتصوير الذراع بالأشعة السينية للكشف عن الإصابة ولمعرفة إن كان هناك إصابات أخرى.
كسور في الكاحل: وهي من الكسور التي تسبب ألماً شديداً ومن أعراض الإصابة بها هي تورم في منطقة الكاحل وصعوبة في تحمل الوزن والتواء القدم والشعور بالدوخة والإحساس بالألم في منطقة القدم والركبة ويصعب التئام العظام في هذه الحالة.
في الظنبوب: وهي من أكثر الكسور الشائعة لدى الأطفال والتي تحدث تقريباً بشكل كبير في الثلث البعيد من الساق.
كسور في جدل الفخذ: وهي من الكسور التي تحدث نتيجة السقوط الحاد أو الاصطدام أو نتيجة الاعتداء على الطفل من قبل طفل اخر او سقوط شخص أكبر حجماً منه على فخذه.
كيفية تشخيص الكسور لدى الأطفال
الفحص الجسدي: حيث بعد ان يروي الأبوين ما حدث مع طفلهم وما الألآم التي يشعر بها يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي لمعرفة المكان الدقيق لحدوث الكسر ومن أشهر الأعراض التي يبحث عنها الطبيب هي وجود تورم أو انتفاخ او تشوه حول الساعد أو الكوع او الرسغ ومثلاً عدم قدرة الطفل على تحريك الذراع أو الساق ومن ثم يقوم الطبيب بفحص الأعصاب والدورة الدموية في يد الطفل لرؤية إن كانت تأثرت في الكسر أم ما زالت سليمة.
التصوير الإشعاعي: بعد توقع الطبيب لمكان حدوث الكسر يبقى أن يتأكد من خلال التصوير الإشعاعي والذي يقسم إلى الأشعة السينية والتي تعطي صوراً دقيقة للهياكل الكثيفة لرؤية إن كان هناك إصابة فيها أم لا، والتصوير بالرنين المغناطيسي والذي يستخدم لإعطاء الطبيب صوراً دقيقة وبشكل مفصل لكل من الأعضاء والهياكل العظمية، والتصوير بالأشعة المقطعية والتي تستخدم للحصول على تفاصيل كل من العظام والأعضاء والدهون والعضلات بحيث تكون الصور أكثر تفصيلاً من الطريقتين السابقتين و يبدأ بالعلاج لتسريع التئام العظام لدى الطفل.
مراحل التئام العظام لدى الأطفال
المرحلة الأولى هي المرحلة الالتهابية: حيث عند يتعرض الطفل للإصابة وحدوث الكسر يقوم الدماغ بإرسال إشارات كيميائية لخلايا محددة من أجل التوجه إلى مكان الكسر والتي تسبب حدوث تورم وانتفاخ حيث ينتج عن الكسور حدوث مجموعة من الالتهابات وهذه الالتهابات تساعد في إفراز مركبات كيميائية تساعد في عملية الاستشفاء مثل البروستاغلاندين والسيتوكينات.
الثانية هي المرحلة الترميمية: والتي تبدأ بعد مضي أسبوع على حدوث الكسر حيث يتشكل في نهاية العظام المكسورة مادة تسمى الكالوس والتي هي عبارة عن كتلة سميكة ويكون هناك تجمع لخلايا مختلفة من أجل عملية الترميم حيث يكون الكالوس رقيق ثم يتم تصلبه بعد بضعة أسابيع مما يساعد في تثبيت وتدعيم الكسر لتنتهي عملية الترميم بنجاح.
المرحلة الثالثة هي مرحلة إعادة التشكل: وهي المرحلة الأطول بين المراحل الثلاث حيث تستغرق حوالي 6 أشهر إلى حوالي سنة كاملة لتلتئم العظام المكسورة.
طرق التئام العظام لدى الأطفال
يتم استخدام الجبائر والتي تساعد في تثبيت العظم المكسور في مكانه ليتم التئامه بحيث خلال حوالي شهر أو أكثر يتم تكوين عظام جديدة قوية تحل مكانه وعندها يتم نزع الجبيرة.
في بعض الحالات يجب على الطفل بعد إزالة الجبيرة تلقي بعض العلاجات الفيزيائية والتي تساعد العظام على الالتئام بشكل كامل.
طرق تساعد الأطفال في التئام العظام لديهم
اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الكالسيوم بشكل كبير بالإضافة إلى فيتامين د واللذان يعتبران من أهم العناصر المفيدة للعظام وتمنحها القوة.
الالتزام الكامل بنصائح الطبيب وعدم إهمال ملاحظاته والذهاب إلى المواعيد التي يحددها بشكل ثابت دون تأخير.
كما يجب على الأهل ان يحرصوا على ممارسة طفلهم لرياضة المشي والركض حيث تعتبر طريقة للوقاية من الكسور وتساعد على تقوية العظام والعضلات بشكل عام.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع والذي تحدثنا به عن الكسور التي تصيب الأطفال وطرق علاجها والوقاية منها.