معدل نبضات القلب الطبيعي.. كيف تتعرف عليها
معدل نبضات القلب الطبيعي
الوتيرة التي يخفق بها القلب أو قياس سرعة معدل نبضات القلب الطبيعي، من الممكن أن تكون مؤشرا وعلامة مهمة على الحالة الجسمانية والنفسية للشخص، وهي تقاس بعدد انقباضات القلب في مدة دقيقة كاملة، غير أن سرعة القلب تختلف وفق احتياجات الجسم، مثلا قد يكون الجسم في حاجة إلى امتصاص الأكسجين أو حتى إخراج ثاني أكسيد الكربون، وغالبا ما تكون سرعة القلب مساوية أو قريبة من النبض الذي يتم قياسه انطلاقا من أية نقطة في الجسم (سوف نتطرق إلى هذه النقطة لاحقا في هذا الموضوع). فيما الأنشطة والعوامل التي تتسبب في تغيير سرعة دقات القلب متعددة، وفي هذا الموضوع سوف نتطرق إلى جميع هذه التفاصيل بالتدقيق.
اقرأ أيضا: بطارية القلب و كل ما يجب معرفته عنها و عن تركيبها
كيفية قياس وإيجاد معدل نبضات القلب الطبيعي يدويا
لأجل قياس معدل نبضات القلب الطبيعي، على الشخص أن يكون في الوضعية الصحيحة لقياس النبض، وذلك حتى يكون من السهل الشعور بالنبض وأيضا حسابه، ولأجل هذا الغرض يمكن اعتماد عدة أجزاء من الجسم، حيث يمكن إيجاد النبض فيها بسهولة، وأيضا حساب معدل دقات القلب، مثلا : الجزء الجانبي من الرقبة، الجزء الداخلي من المرفق ، المنطقة الداخلية لمعصم اليد، وأيضا منطقة أعلى القدم .
وعليه، فإنه هكذا يتم إيجاد نبض القلب بحسب كل جزء في الجسم:
إيجاد النبض من الرقبة
لأجل قياس معدل نبضات القلب الطبيعي على الرقبة، يتم استخدام السبابة والوسطى، إذ يتم وضع السبابة والوسطى على جانب الرقبة، في أسفل الفك وبجانب القصبة الهوائية، ثم الضغط بلطف حتى يشعر الشخص بالنبض، وفي حالة لم يشعر الشخص بالنبض في هذه الحالة بإمكانه الضغط بشكل أقوى، أو تحريك إصبعيه معا في المنطقة.
شاهد أيضا: ضربات القلب و زيادة عددها بعد الجري
إيجاد النبض من معصم اليد (الشريان الكعبري)
في هذه الحالة، وكأول خطوة، على الشخص الذي سوف نقيس نبضه، أن يقوم ببسط إحدى يديه، بحيث تصبح راحة اليد هي الأعلى، بعدها استخدام إصبعي السبابة والوسطى، وذلك بوضعهما في المنطقة الداخلية للمعصم، تحديدًا على قاعدة الإبهام لأجل قياس نبض القلب، أما في حالة عدم الشعور بالنبض، يمكن الضغط بشكل أقوى ( ولكن ليس لدرجة منع تدفق الدم ) أو تحريك الإصبعين حتى يشعر الشخص بالنبض. ( سوف نعود إليه في فقرة لاحقة )
إيجاد النبض من القدم
لأجل معدل نبضات القلب الطبيعي من القدم، فيمكن ذلك من خلال مكانين: الأول يوجد خلف عظم الكاحل، فيما الثاني يوجد في المنطقة العلوية للقدم.
وفي جميع الحالات، لا يجب استعمال أصبع الإبهام، لأن فيه نبضا قد يختلط مع نبض القلب.
تعرف أيضا على: أعراض جلطة القلب عند المرأة
كيفية قياس النبض من خلال الشريان الرسغي (الكعبري)
ولو أننا تطرقنا إليها في فقرة سابقة، لكن نعاود التذكير بها، كون أنها هي أشهر طريقة عالميا والأسهل والتي يفضلها الجميع لأجل قياس نبض القلب، وهي بالتفصيل كالتالي :
- رفع راحة اليد، ومراقبة المنطقة الواقعة فيما بين العظم وبين الأوتار في الرسغ من جهة الإبهام، ويمكن قياس النبض الرسغي عن طريق استخدام أحد الرسغين
- استخدام طرف السبابة والوُسطى في اليد الأخرى، لأجل الشعور بالنبض في الشريان الكعبري بين عظم الرسغ والأوتار في الرسغ (من جهة الإبهام).
- لا يجب الضغط بشدة حتى لا تتم إعاقة تدفق الدم، يجب فقط الاكتفاء بالضغط بالمقدار الذي سوف يمكن من الإحساس بكل نبضة
- حساب نبض القلب في مكان مقابل لساعة حائطية، حتى يسهل العد (طبعا بعد الشعور بالنبض)
- تدوين معدل النبض في مذكرة خاصة حتى يسهل تتبعه
تابع معنا : سماع نبضات القلب، الأسباب و الأعراض و طرق العلاج
معدل نبضات القلب عند الراحة
في العادة يتراوح معدل نبضات القلب الطبيعي، عند البالغين أثناء الراحة ما بين 60 و100 ضربة في الدقيقة، أما في حالة تسجيل معدل ضربات القلب أقل من هذا المعدل أثناء الراحة، فهذا مؤشر على وجود مشكل في القلب والأوعية، أو بمعنى أصح عدم كفاءة القلب.
ولأجل قياس معدل ضربات القلب يدويا، بعد أن نكون قد شعرنا بالنبض (كما رأينا في الفقرة أعلاه ) فحين الشعور بالنبض، نبدأ بحساب عدد النبضات لمدة 15 ثانية، بعدها ضرب العدد الناتج في أربعة، وبالتالي نحصل عل معدل الضربات في الدقيقة ( لكن من الأفضل حساب النبض لمدة 60 ثانية كاملة ).
فإنه من المهم قياس نبضات القلب خلال فترة الراحة، وذلك حتى يطمئن الشخص على صحة قلبه، كما يعتبر أفضل توقيت لأجل قياس نبضات القلب هو في ساعات الصباح الأولى، لكن بشرط أن يكون الشخص الذي يريد أن يقيس دقات قلبه، قد قضى ليلة جيدة وقد حصل على قسط وافر جدا من النوم.
ولأجل الاطمئنان أكثر، من الأفضل قياس معدل ضربات القلب، لعدة أيام متتالية، مع تسجيل النتيجة يوميا، وبحسب المختصين، فإن معدل نبضات القلب الطبيعي خلال فترة الراحة، يجب أن يتراوح ما بين 60 و100 ضربة في الدقيقة الواحدة.
قد يهمك أيضا : خفقان القلب بعد الأكل
أهم التعليمات
وهذا هي أهم التعليمات والشروط لأجل قياس معدل نبضات القلب الطبيعي بشكل صحيح :
- قياس النبض في نفس التوقيت أو الفترة في اليوم
- الجلوس والاستراحة مدة عشر دقائق قبل قياس النبض
- قياس النبض بعد أخذ راحة من أي مجهود لمدة عشر دقائق على الأقل
- عدم قياس النبض بعد الوقوف أو الجلوس طويلا، لأن ذلك يؤثر في معدل ضربات القلب
- في حالة شرب الكافيين، وجب قياس النبض على الأقل بعد ساعة، لأن الكافيين يسبب خفقانًا وزيادة في دقات القلب.
العوامل المؤثرة في عملية حساب معدل نبضات القلب
أهم الخطوات لأجل قياس نبضات القلب
قياس النبض بشكل يدوي وفي البيت، هو أمر سهل جدا، يكفي فقط اتباع الخطوات التالية بإتقان :
- البحث عن النبض سواء في معصم الرقبة أو اليد
- محاولة قياس نبض الشريان الكعبري الموجود في معصم اليد
- الضغط بلطف بطرف السبابة والوسطى على الشريان الموجود في معصم اليد
- عدم استخدام الإبهام في هذه العملية، لأن أصبع الإبهام لديه نبض خاص به، وهو الشيء الذي سوف يسبب إرباكا أثناء عملية عد نبضات القلب
- من الأفضل عد النبضات التي تشعر بها لدقيقة كاملة (في أسوأ الأحوال لمدة 15 ثانية وضرب الخارج في أربعة).
- يمكن كذلك عد النبضات لمدة 30 ثانية ثم ضربها في اثنان.
مع ذلك هناك عدة عوامل، قد تجعل من هذا المعدل أن يكون أقل، مثلا عند الرياضيين الذي يبذلون جهدا بدنيا عاليا أو بسبب التقدم في العمر.
اقرأ أيضا: الطعام المناسب لمريض جلطة القلب
عوامل تؤثر على قياس دقات القلب
ومن جهة أخرى هناك عدة عوامل تؤثر في قياس معدل دقات القلب ومنها :
- وضعية الجسم (الوقوف أو الاستلقاء).
- الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
- تعاطي نوع معين من الأدوية.
- التعرض لانفعالات عصبية.
- مستويات النشاط البدني.
- الإصابة بداء السكري.
- درجة حرارة الهواء.
- ارتفاع الكولسترول.
- حجم الجسم.
- التدخين.
- اللياقة.
- العمر.
بغض النظر عن الأسباب سالفة الذكر، فإن انخفاض معدل قياس دقات القلب أو ارتفاعه، يبقى مؤشرا خطيرا على احتمال وجود مشكلة معينة، لذا تبقى استشارة الطبيب ضرورة قصوى.
معدل نبضات القلب خلال ممارسة الرياضة
بالنسبة للأشخاص الرياضيين، بعد أن يحسبوا نبضات القلب خلال الراحة، من الضروري جدا أن يحسبوا أيضا دقات القلب حتى من بعد النشاط البدني:
- في العادة يتوفر أغلب الرياضيين على جهاز خاص لأجل قياس معدل نبضات القلب، وهذا الجهاز يقم بهذه العملية بشكل تلقائي بينما الرياضي يمارس تمارينه الرياضية، بحيث أنه – أي هذا الجهاز – لا يتطلب أبدا التوقف عن ممارسة الرياضة.
- أما في حالة أراد الرياضي استخدام الطريقة اليدوية (واحدة من الأساليب التي تطرقنا لها سابقا) في هذه الحالة يجب التوقف قليلا عن ممارسة الرياضة، بعدها قياس معدل نبضات القلب.
بصفة عامة، فإن قياس معدل دقات القلب الطبيعي للشخص الرياضي، أثناء ممارسة التمارين الرياضية، يختلف تبعا لشدة وحدة الرياضة التي مارسها الشخص، وعلى العموم تختلف سرعة نبض القلب بحسب العمر، وهو على العموم يتراوح بحسب المعدلات التالية:
- في عمر العشرينات: يتراوح نبض الرياضي ما بين 100و 170 نبضة في الدقيقة الواحدة
- في سن الثلاثينات: يتراوح النبض ما بين 95و162 نبضة في الدقيقة الواحدة
- و في سن الأربعين: 90-153 نبضة في الدقيقة الواحدة.
- في سن الخامسة والأربعين : يتراوح النبض ما بين 88و149 نبضة في الدقيقة الواحدة
- في سن الخمسين : يتراوح معدل نبضات القلب ما بين 85 و 145 نبضة في الدقيقة.
- أما في سن الخامسة والخمسين: يتراوح معدل نبضات القلب ما بين 83 و140 نبضة في الدقيقة.
- في الستين من العمر: يتراوح معدل نبضات القلب ما بين 80و136 نبضة في الدقيقة الواحدة.
- في سن الخامسة والستين : يتراوح معدل نبضات القلب ما بين 78و132 نبضة في الدقيقة.
- بينما في سن ما فوق السبعين: يتراوح معدل نبضات القلب ما بين 75 و 128 نبضة في الدقيقة الواحدة.
انظر إلى: نغزات القلب.. أسبابها و مخاطرها
هل ارتفاع معدل ضربات القلب مؤشر خطر؟
في حال قام الشخص بقياس معدل دقات القلب ، ووجد بأنها سريعة، فإنه غالبا هذا الأمر لا يدعو إلى القلق، لأنه قد يكون مجرد استجابة طبيعية سواء لدرجات الحرارة المرتفعة أو الرطوبة، أو حتى لمجهود بدني معين.
لكن في حالة كانت سرعة نبض القلب مصحوبة بتغييرات غير طبيعية في مخطط كهربية القلب، أو أعراض من قبيل الشعور بالدوخة، أو عدم الراحة في الصدر أو خفقان القلب، هنا يمكن أن يقلق الشخص، بحيث أن الأمر قد يكون فيه خطورة ووجب إجراء الفحوصات اللازمة، وبالأخص إجراء فحص سريع لتخطيط القلب أو تسجيل مستمر لتخطيط القلب، لأجل الاطمئنان على الأداء الكهربائي للقلب.
ختاما، نعاود التأكيد على أن معدل ضربات القلب أو سرعة وتيرة القلب ، هو عدد المرات التي تنقبض فيها عضلة القلب في مدة دقيقة واحدة، بحيث أن ضربات القلب في الوضع الطبيعي، تحدث في إطار وثيرة إيقاعية منتظمة، بحيث تفصل بينها نفس المدة الزمنية، ووثيرة ضربات القلب تعتبر مؤشرا مهما جدا، يؤخذ به بعين الاعتبار حينما يتعلق الأمر بالحالة الصحية للإنسان، فكما هو معروف أن القلب هو عضو عضلي يقع في منتصف الصدر من الجهة اليسرى، وظيفته الأساسية هي ضخ الدّم الغني بالأوكسجين والمواد الغذائيّة إلى باقي أجزاء الجسم الأخرى، وفي نفس الوقت استعادة الدّم المحمّل بالفضلات منها، بحيث تكون كمية الدّم التي يضخها القلب السّليم متناسبة تماما مع احتياجات الجسم بالنظر للأنشطة التي يؤديها، وأكيد أنه في حالة قياس دقات القلب وكانت النتيجة غير منتظمة – بغض النظر عن كل عوامل التغير المذكورة سابقا – طبعا زيارة الطبيب تبقى مسألة بديهية.