العمل عن بعد والآثار السلبية
مع النمو الكبير الذي شهده عالم التكنولوجيا في السنوات القليلة الأخيرة، ظهرت الكثير من القيم والمفاهيم الجديدة، منها ” العمل عن بعد“، حيث ظهرت الكثير من المهن ومواقع العمل عن بعد، والتي وفرت الكثير من فرص الشغل لملايين الأشخاص عبر العالم، هي مهن كسرت حواجز الزمان وأمنت لأصحابها مبالغ محترمة للعيش، و العمل يكون من البيت أو المقهى، أي لا داعي لأخذ وسائل المواصلات والتعب لأجل التنقل إلى العمل وأيضا لن تضطر إلى تحمل أوامر المدير وأجواء القلق التي تسود أحيانا في مقرات العمل، غير أن التجربة أبانت على أن العمل عن بعد ومع الوقت يخلف آثارا سلبية على أصحابه ومنها :
العزلة الاجتماعية
طبيعة الإنسان تجعله كائنا اجتماعيا، يحتاج دوما إلى مخالطة الآخرين، في إطار العلاقات الاجتماعية المهمة لأجل خلق التوازن النفسي، وطبعا العلاقات في المجال العملي تدخل في هذا الإطار، فمهما كانت طبيعة العلاقة التي تربط الشخص بزملائه في العمل، فإن تبادل الفعل وردات الفعل مهم جدا لخلق حياة اجتماعية ومعها التوازن النفسي، وعليه فإن العمل عن بعد يلغي هذا الجانب نهائيا ويجعل الشخص مستقلا عن المجال المهني ومنعزلا … خاصة وأنه يقضي طيلة اليوم في البيت، مما يؤثر مع الوقت على الشخص، كما أنه يقلل كثيرا من فرص تعرفه على أشخاص آخرين وربط علاقات اجتماعية جديدة
آثار سلبية على البدن
بسبب قلة الحركة ومع مرور الأيام والشهور، يعاني كل العاملون بهذا الأسلوب من أعراض تتعلق بقلة الحركة، الخمول والتي تؤدي من بعد إلى السمنة، فالشخص يستيقظ صباحاً، ويغسل وجهه ثم يفطر ليجلس في مكتب البيت أو أي منضدة وربما يبقى في سريره فقط ، ثم يغرق في العمل، يعمل ساعات متواصلة مع حركة شبه معدومة، جلوس متواصل على منضدة مستوية أو كرسي غير مريح أو بالأحرى غير معد كي يجلس عليه أي شخص لمدة طويلة، مثال الكراسي الدوارة في مقرات العمل، أو حتى مستلق في سريره يفعل شيئا واحدا هو التحديق في شاشة الكمبيوتر ويحرك عضوا واحدا هم الأصابع
آثار سلبية على العين
الانشغال كثيرا على الكمبيوتر يجعل الشخص غالباً ينسى أن يرمش بعيونه، كما تتطلب ذلك طبيعة العين لأجل المحافظة على رطوبتها، ومع مرور فترة معينة أكيد سوف تتعرض العين للجفاف، أي إجهاد كبير للعين، سوف يجعل النظر يتناقص.
اقرأ أيضا