طب عامأمراض

الصيام المتقطع وفوائده على الصحة وخسارة الوزن

الصيام المتقطع

الصيام المتقطع، الصيام بصفة عامة، وصيام شهر رمضان الأعظم بصفة خاصة، ثبت بأن لديه آثارا طيبة جدا وإيجابية على جسم الصائم تشمل عدة نواحي منها البدنية والنفسية، خاصة في حالة اتبع الصائم نظاما غذائيا صحيا، عند قطع الصيام أ في وجبتي الإفطار والسحور، وهذا ما اثبتته العديد من الدراسات العلمية، فضلا عن آراء كثيرة للعديد من الأطباء الذين أكدوا الأمر. وكما أن للصوم فوائد كثيرة على صحة الإنسان، فهو أيضا لديه عدة جوانب إيجابية فيما يخص الراحة النفسية والجانب الروحاني، وكذا التقليل من العادات السيئة، فالصيام يساعد على ضبط النفس، ويزيد من قوة خلايا الجسم في التحمل والمقاومة، وأيضا يمنع من حدوث التهابات، فضلا عن فوائد عديدة سوف نتطرق لها خلال هذا الموضوع.

أهمية الصيام المتقطع بجميع أنواعه للصحة

الصيام، المقصود به هو الامتناع الجزئيُّ أو الكليُّ عن تناول جميع أنواع الأطعمة بما فيها الصلبة والسائلة، وهناك نوع آخر من الصيام يهم الامتناع عن أنواع معينة من الأطعمة، وبصفة عامة هناك نوعين أساسيين من الصيام، هما:

  • صيام شهر رمضان : طبعا هو الأشهر على الإطلاق – يخص المسلمين فقط – ، وهو الذي يقوم على أساس امتناع الشخص ( المسلم ) عن الطعام والشراب من الفجر وحتى غروب الشمس، وذلك لمدّة 29 أو 30 يوماً متتالياً، في نفس التوقيت ( بحسب التقويم الهجري)  من كل عام .
  • الصيام المتقطّع : هذا النوع من الصيام، يلجأ إليه العديد من الأشخاص عبر العالم، – حتى من غير المسلمين – لما ثبت عنه من تأثير إيجابي على صحة الجسم، فهو واحد من أشهر اتجاهات الصحة واللياقة البدنية حول العالم في الفترة الحالية، إذ أنه يعتمد على اتباع نمط غذائي،  يدور فيما بين فترات الصيام والأكل، ولا يعتمد على أنواع المأكولات التي يجب على الشخص تناولها، وإنما على توقيت تناول الطعام،  ومن أشهر طرق الصيام المتقطع الشائعة، هي :  صيام 16 ساعة بشكل يومي ( لمدة معينة ) ، أو صيام مدّة 24 ساعة مرتين كل الأسبوع .

فوائد الصيام المتقطع على جسم الإنسان

تشمل الفوائد الصحية للصوم مستويات عديدة، تهم : الدم ومستوى الدهنيات فيه، سكر الدم، وأيضا الوزن ومعامل كتلة الجسم، ومحيط الخصر، وضغط الدم الانقباضي والانبساطي، السرطانات، والالتهابات وحتى الحالة النفسية والمزاج بما فيها التوتر( في الفقرات المقبلة سوف نتطرق إلى جميع هذه النقط بالتفصيل )، وفوائد الصيام على هذه ا، يمكننا تفصيلها كالتالي :

  • الدم

فوائد الصيام على مستوى الدم تتمثل في التالي :

  • زيادة عدد كريات الدم الحمراء
  • رفع عدد خلايا الدم البيضاء
  • زيادة عدد الصفائح الدموية
  • الدهنيات

وتشمل الخصائص التالية :

  • تقليل مستويات الدهون الثلاثية
  • تخفيض مستويات الكوليسترول الضار
  • تقليل مستويات الكوليسترول في الدم
  • الرفع من مستوى الكوليسترول الجيد
  • الوزن

على مستوى الوزن، وبالنسبة لمن يعانون الزيادة فيه، يساعد الصوم في التالي :

  • تخفيض الوزن (الوزن يتم استعادته لاحقا بعد شهر الصيام)
  • التخفيض من معامل كتلة الجسم
  • إنقاص محيط الخصر

وعدة فوائد أخرى، نعاود التذكير بها :

  • تخفيض عوامل الالتهاب ومحفزات السرطان
  • تقليل ضغط الدم الانقباضي والانبساطي
  • تخفيض مستوى سكر الدم
  • التقليل من مستوى التوتر

قواعد هامة وجب الالتزام بها

أما بعد ولأجل الاستفادة من جميع هذه الفوائد، وبالأخص خلال شهر رمضان، وجب الالتزام بعدد من القواعد الصحية التالية :

  • الحصول على حصص جيدة من الخضر والفواكه
  • الالتزام بفطور صحي ومعتدل ومتوازن
  • الاعتدال في الأكل خلال وجبة الإفطار
  • التقليل من تناول الدهون والسكريات
  • ممارسة تمارين رياضية خفيفة
  • وجبة سحور مغذية وخفيفة
  • التوقف عن التدخين

أما بعد شهر رمضان والصوم بصفة عامة، ولأجل للحفاظ على الوزن المفقود، فمن الأفضل الالتزام بالعادات الصحية التالية :

  • الالتزام بنظام غذائي صحي
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
  • تناول وجبات الطعام بكميات معقولة

فوائد الصيام المتقطع

الدراسات حول فوائد الصيام المتقطع كثيرة جدا، أغلبها أكد منافعه على جسم الإنسان، منها أنَّ التقليل من استهلاك السعرات الحرارية عن طريق اتّباع الصيام المتقطّع لفترة معينة من الزمن، سوف يساعد كثيرا في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وكذلك فإن للصيام المتقطع دور مهم في تحسين النسيج الدهني، وكذا تركيب الجسم، فضلا عن دوره الفعال في تقليل السعرات الحرارية مما يساهم أكثر في خسارة الوزن، وهنا نتحدث خاصة عن الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة، والزيادة في الوزن.

الصيام المتقطع كذلك يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ومرض باركنسون، كما أنه يعمل على تحسين حالات المصابين بهذه الأمراض، وهذه كذلك بعض من منافع الصيام المتقطع:

  • يقلّل من خطر الإصابة بمرض السكري وذلك بشكل ملحوظ، ومرض السكري طبعا هو أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب
  • سبق وأن أشارت إحدى الدراسات إلى أن معدلات انخفاض ضغط الدم، وأيضا معدل ضربات القلب، وكذا مستويات الأنسولين، التي ترافق الصيام المتقطّع، تقريبا تكون مماثلة لمعدلات الانخفاض التي ترافق برامج التمارين الرياضية المنتظمة، وهي جميعها عوامل تساعد على الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وكذا السكتات الدماغية.
  • الصوم المتقطع يمكن كذلك أن يساهم في تحسين وظائف الدماغ وبنيته، بحيث يصبح الشخص يتمتع بذاكرة جيدة وقدرة أكبر على التعلم.
  • الصيام المتقطع أيضا، لديه تأثيراً إيجابي على الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، حيث أظهرت عدد من الدراسات والملاحظات الطبية، تحسنا في بعض الأعراض المصاحبة له من قبيل: آلام في البطن، انتفاخ البطن، الإسهال، فقدان الشهية، الغثيان …
  • الصيام المتقطّع على المدى الطويل، يساعد على تقليل خطر تكوّن الأورام في الكبد
  • الصوم المتقطع، إذا كان مصحوبا بنظام غذائي جيد وممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يكون عاملا مهما في تحسين بعض المؤشرات الحيوية المتعلقة بالصحة، وكذا تقليل الكتل الدهنية.

فوائد صيام شهر رمضان

أكد العديد من الأطباء، أنه خلال الصيام، يتخلّص الجسم من جميع الخلايا التالفة والقديمة، ثم يعمل على تجديد الخلايا واستبدالها بخلايا جديدة، وذلك بعد تناول إفطار صحي لأجل مد الجسم بالقوة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية العادية وكذا النشاط والحيوية.

وأيضا يساعد الصيام في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي، مثلا : القولون العصبي، الحرقة ، الانتفاخ، وأيضا عسر الهضم، إذ أن امتناع الشخص عن الطعام والشراب لفترة زمنية معينة ، يتيح للعضلات والأغشية الهضمية فرصة استعادة قوتها وحيويتها.

من جهة أخرى، وكما أشرنا في البداية، فإن صيام رمضان يعمل كذلك على تحسين النفسية، والحد من بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق، كما أنه ينقص من الأرق ويحسن جودة النوم، بمعنى أن الصوم يساهم في الاستقرار النفسي. وهذه أبرز منافع صيام شهر رمضان على جسم الإنسان :

  • الكوليسترول وضغط الدم : يكاد يجمع جميع المختصين وخبراء التغذية، بأن الامتناع عن الطعام ( الصوم )  يساعد كثيرا على تخفيض الكوليسترول وضغط الدم، وبعد فترة الصوم الزيادة في هذين العاملين تكون طفيفة فقط، ومع توالي أيام شهر رمضان، فهي لا تصل غالبا إلى قيمتها الأولى التي كانا عليها.
  • الآلام المزمنة:  يساعد صوم رمضان في التخفيف من حدة عدد من اضطرابات الألم المزمنة، كمثال على ذلك التهاب المفاصل المزمن ( الروماتيزم  )
  • إزالة السموم من الجسم : بحيث تأكد أنه خلال رمضان تقل معالجة الكبد،  للعديد من المواد الغذائية الموجودة في الطعام، بمعنى  إتاحة إمكانية كبيرة لأجل تعافي الكبد، وبالأخص الكبد الدهني، الذي يعتبر أكبر أعضاء الجسم المسؤولة عن التخلص من السموم.
  • حجم المعدةخلال فترة الصوم والتي تدوم من الفجر إلى الغروب، تعود المعدة للانكماش من جديد، كما يصبح الغشاء المخاطي بحالة أفضل، وهو نفس الشيء بالنسبة للأمعاء بحيث أن الصوم يحد من انتشار الفلورا المعوية أو ما يُسمى بـ “نبيت جرثومي معوي” مما يعطي نتائج إيجابية ويحسن من عمل الأمعاء.

راحة للبنكرياس

يساعد صوم رمضان على جعل البنكرياس يرتاح قليلا، إذ أنه يقلل من معدل إنتاجه لمادة الأنسولين، ومن جهة أخرى تصبح خلايا الجسم أكثر حساسية لهذه المادة، وهو الشيء الذي ينعكس إيجاباً على صحة مرضى السكري من النوع الثاني ( مع ذلك هذه الفئة لا يمكنها الصوم إلا بعد استشارة الطبيب ).

شاهد ايضا : أثر الصوم على صحة الاطفال

الصوم يقي من الخرف

يساهم الصوم عموما ( سواء في شهر رمضان أو الصوم المتقطع )  في تجديد الخلايا العصبية، من جهة أخرى، فإن الامتناع عن تناول الطعام لفترات  معينة من الزمن، من الممكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية .

العضلات

يخاف كثيرون من تقلص حجم عضلات أجسامهم، لكن الأمر لا يدعوا إلى القلق، فإن تقلص حجم العضلات يكون بنسبة قليلة جدا، ومن جهة أخرى فإن الامتناع عن الطعام بشكل معتدل مع التمارين الرياضية البسيطة،  يمكن أن يزيد من أداء عضلة القلب.

الدورة الدموية

يعزز الصوم عمل الدورة الدمويةوأيضا عملية التمثيل الغذائي للأنسجة الدهنية، حيث تفتح الخلايا الدهنية، خاصةً الخلايا الموجودة تحت الجلد والمعدة، أقفالها وتبدأ بالذوبان، وهنا تتحول جزيئات الدهون إلى كيتونات عالية الطاقة خلال الصوم.

يساعد على حرق الدهون

الصوم 30 يوما متتابعة، يساعد كثيرا على تكسير الجلوكوز، الشيء الذي يسهل عملية حرق الدهون لأجل إنتاج الطاقة اللازمة للجسم، وخصوصًا الدهون المخزنة في الكليتين والعضلات.

يعزز العادات الغذائية الصحية

لقد ثبت بأن الصوم يقلل من الرغبة في تناول الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة، على العكس من ذلك هو يعزز كثيرا الرغبة في تناول الأطعمة الصحية.

الصيام تهذيب لنفس الإنسان

كما سبقت الإشارة، فإن الصوم، وبخاصة صوم شهر رمضان الفضيل،  يعمل أيضا على تعديل المزاج، فهو لديه قدرة كبيرة في تخليص الصائم من القلق، وأيضا التخفيف من حدة إحساسه بالضغوطات اليومية، كما أن الصيام في حد ذاته كفريضة دينية وإحدى العبادات، زيادة على ما يرافقه في الشهر الفضيل من قراءة القرآن والصلوات، تجلب السكينة في القلب وراحة البال، كما تمنح شعورا عظيما للصائم بالطمأنينة والتفاؤل في الحياة، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الوسواس المرضي، فإن الصوم والعبادات تقلل كثيرا من حدة هذا الأمر.

من جهة أخرى، الصيام يقوي العزيمة والإرادة والسيطرة على الذات، كما أن جميع الغرائز والمغريات تصبح تحت السيطرة، نتحدث هنا عن كبح جماح النفس، بجعلها تترك كل العادات السيئة.

شاهد ايضا : التهاب الجفن التحسسي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى