الخيرالدا : عظمة العمران الأندلسي
الخيرالدا وهناك من ينطقها الجيرالدا، هو برج قائم في مدينة إشبيلية الإسبانية، وأحد أهم معالم المدينة ومصدر فخر للساكنة المحلية، حيث أنهم يقولون أن من يصعد إلى الخيرالدا فإنه يرى الدنيا جميعا.
كانت الخيرالدا في السابق مئذنة المسجد الكبير، وذلك في عهد الموحدين، حاليا هي برج للأجراس، وجزء من كاتدرائية إشبيلية، التي أسسها الإسبان بعد نهاية حكم الموحدين.
شاهد صامد على عظمة التاريخ الإسلامي الموحدي
تعتبر الخيرالدا أعلى ما تركه المسلمون في شبه جزيرة أيبريا، هي مئذنة جامع أشبيلية الكبير، التي تقف اليوم شاهدا أمام زوار هذه المدينة على عظمة حضارة المسلمين ببلاد الأندلس، وما لحق تراثهم المعماري والفني وأيضا العلمي من أذى بعد حروب الاسترداد.
كما أشرنا في المقدمة، فالخيرالدا هي مئذنة الجامع الكبير الذي بناه الملك المنصور الموحدي بمدينة إشبيلية قبل أن يقوم فرناندو الثالث ملك قشتالة بهدم الجامع وتحويل مئذنته إلى برج للنواقيس بكنيسة سانتا ماريا التي شيدت على أنقاض جامع المنصور.
أبعاد المئذنة
ارتفاع الصومعة يبلغ 97,5 متر، وعند الانتهاء من تشييدها كانت تتألف من طابقين : الطابق الأول وهو الجزء الأهم في المئذنة ينتهي بالأفريز الذي تعلوه النواقيس التي لازالت موجودة إلى اليوم، أما الطابق الثاني فهو عبارة عن برج صغير يعلو البرج الأدنى، وكانت تعلو هذا الطابق ‘قبيبة’ يعلوها سفود حديدي ركبت عليه التفاحات الأربع ( التي أمر الملك المنصور بصنعها بعد انتصاره بمعركة الأرك ) ، التي تتضاءل أحجامها كلما ارتفعت لتتناسب تماما مع القبيبة، أما قاعدة الصومعة فهي أخذت شكل مربع طول ضلعه 13,65 متر، وبداخله مربع أصغر طول ضلعه 6,25 متر، بها سبع غرف مربعة الشكل الواحدة فوق الأخرى، حيث يبلغ ارتفاع كل غرفة ما بين ستة وخمسة أمتار.
من الخارج الصومعة مزخرفة بشكل بديع جدا بأشكال المعينات، وهي الزخرفة التي ميزت العمارة الأندلسية الإسلامية فيما بعد.
الخيرالدا أمام الكوارث الطبيعية
عانت الخيرالدا من الكوارث الطبيعية، خاصة الزلازل أعوام 1335و 1494، حيث اختفت التفاحات الأربع، وتهاوت أجزاء مهمة من الصومعة، تهاوى أيضا القسم الأعلى منها بسبب صاعقة أصابت المئذنة، وفي سنة 1504م ضرب زلزال قوي مدينة إشبيلية، مما تسبب في سقوط جانب كبير من أعلى الصومعة.
اسم الخيرالدا
في سنة 1558م، قام المهندس ‘هرنان رويث’ ببناء برج علوي لبرج الأجراس استغرق هذا المشروع عشر سنوات من العمل، وبأعلى هذا البرج، وضع تمثال من البرونز يرمز للسيادة المسيحية علي إشبيلية بحيث يدور التمثال مع الرياح، ولهذا أطلق عليه الأسبان اسم ‘خيرالدو’ أي دوارة الرياح، ثم غلبت تسميته على الصومعة، وأخذ إسمه الحالي ” الخيرالدا ”
مزار سياحي
في وقتنا الحالي، تحولت الخيرالدا إلى مزار سياحي، يقصده العديد من السياح سنويا، ليروا روعة وعظمة المعمار الإسلامي في إسبانيا، حيث يمكن للسياح صعود البرج ومشاهدة المعالم السياحية في إشبلية، وأيضا الإضطلاع على بنايات المدينة العتيقة، ويمكن للسياح كذلك التقاط العديد من الصور التذكارية الجميلة لهذه المعلمة التاريخية والدينية.
الزيارة مفتوحة في وجه العموم، يوميا من الساعة ال 11 صباحا إلى السادسة مساءا، سعر تذكرة الدخول 9 يورو.
إقرأ أيضا السياحة في المغرب : جامع الكتبية