فرط الحركة وتشتت الانتباه | ما هي أعراض تلك المتلازمة وما المشكلات التي تصاحبها؟
“تعالي خذي ابنك وأموالك، لا نستطيع تحمله في المدرسة يوما واحدا آخر”
ليست تلك المرة الأولى التي تسمع فيها تلك الجملة بعد دخول ابنها المدرسة لمدة يومين، وليست تلك المرة الأولى التي تنهمر فيها دموعها خوفا على مستقبل ابنها مريض فرط الحركة وتشتت الانتباه ..
فقد عانت كثيرا منذ أن كان عمره 6 أشهر عندما كان لا ينام سوى بضع ساعات في اليوم، وعندما كان لا ينتبه لأي كلام، حتى بدأ في سن الحركة والمشي لا يتوقف عن الحركة تماما منذ أن يستيقظ حتى ينام.
ثم بدأت رحلة محاولتها لالتحاقه بالمدرسة والرفض الذي كانت تقابله سواء من أول مقابلة أو بعد دخوله بيومين.
تلك هي معاناة أهالي الاطفال المصابون بمتلازمة فرط الحركة وقلة الانتباه، فكيف تعرف أن ابنك مصاب بتلك المتلازمة؟ وماهو الطريق الذي سوف تسلكه معه؟
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه
تظهر أعراض تلك المتلازمة غالبا من عمر 6 أشهر حتى 6 سنوات، ولا يشترط أن يجتمع شقيها معا حيث من الممكن أن يكون الطفل مصاب بفرط الحركة دون تشتت الانتباه أو العكس..
ويتمثل تشتت الانتباه عند الأطفال فيما يلي:
– كثرة الأخطاء السلوكية دون الاهتمام بعواقبها.
– عدم سماع كلام الأبوين أو تنفيذ تعليماتهم.
– لا يستطيعون التركيز لفترة طويلة ومن السهل تشتيتهم.
– تعدد الأفعال في الوقت الواحد كما أنهم لا يحبون الأنشطة المنظمة.
أما فرط الحركة فيتمثل في:
– كثرة الكلام والحركة الجسدية.
– عدم القدرة على الجلوس في بيئة هادئة أو منظمة.
– التصرف دون تفكير وعدم الشعور بالخطر.
المشكلات المصاحبة لمتلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه
لا يقتصر الأمر على تلك الأعراض فقط، بل هناك العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية التي تقابل أطفال تلك المتلازمة وذويهم مثل:
– صعوبات التعلم وفرط الحركة :
غالبا صعوبات التعلم وفرط الحركة متلازمان خاصة في الكتابة والقراءة والحساب، وذلك بسبب قلة تركيزهم وعدم قدرتهم على ممارسة مهمة واحدة كاملة ومنظمة.
لذلك يجب إنشاء مراكز تعلم متخصصة لتعليم هؤلاء الأطفال ومعاملتهم معاملة خاصة تليق بحالتهم من متخصصين بالتدريس لتلك الحالة، كذلك يجب على الآباء زيادة الاهتمام بهم والحاقهم بتلك المراكز والحرص على تعليمهم.
– القلق والاكتئاب:
القلق من أهم المشكلات التي تصاحب أطفال فرط الحركة وقلة الانتباه.
ويتمثل ذلك غالبا في خوفهم الشديد من الابتعاد عن أمهاتهم وشدة التصاقهم بها، أو في الخوف من الأوساط الجديدة كالمدرسة.
أما الاكتئاب فهم أكثر الأطفال عرضة له فغالبا يشعرون بالحزن وقلة الاهتمام وعدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة الممتعة، وقد يصاحب الاكتئاب فقدان الرغبة في الأكل أو صعوبات في النوم.
فإذا لاحظت ظهور أعراض القلق والاكتئاب على طفلك عليك التوجه إلى الطبيب لوصف العلاج المناسب وإلحاقه جلسات تعديل السلوك، كذلك لمراكز التعلم دور كبير في علاج طفل فرط الحركة من الاكتئاب والقلق.
– ثنائية القطب وفرط الحركة :
بعض الأطفال يعانون من ثنائية القطب وفرط الحركة معا وذلك بسبب التغيرات المزاجية المفاجئة.
نصائح لمعاملة طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه
وبما أن الأهل لهم دور كبير في علاج الطفل المصاب بتلك المتلازمة، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في معاملة طفلك:
– تحديد روتين يومي للطفل والالتزام به من مواعيد ونوع الوجبات الغذائية ومواعيد النوم والاستيقاظ وكذلك مواعيد اللعب.
– الحرص على توفير بيئة هادئة ومنظمة لكي يعتاد ذلك النظام.
– الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية والألعاب الإلكترونية.
– التشجيع على ممارسة الرياضة حيث تساعدهم على زيادة التركيز وتقليل فرص الإصابة بالاكتئاب.
– البعد عن الأطعمة التي تحتوي على السكر أو الكافيين لتقليل اضطرابات النوم.
الخاتمة
التعامل مع طفلك المصاب بـ فرط الحركة وتشتت الانتباه ليست مهمة مستحيلة، ولكن عليك أن تعرف حالة طفلك جيدا وإلحاقه بمراكز التعلم والمتابعة مع طبيب مختص كي تتجنب أي مشاكل نفسية أو اجتماعية قد يتعرض لها.
المصادر
https://www.nhs.uk/conditions/attention-deficit-hyperactivity-disorder-adhd/symptoms/
https://www.cdc.gov/ncbddd/adhd/conditions.html
https://www.webmd.com/add-adhd/childhood-adhd/conditions-childhood-adhd
https://www.healthline.com/health/adhd/parenting-tips#what-to-do