فقدان الوعي
إن فقدان الوعي أو ما يعرف أيضا بالإغماء أو الغشيان أمر شائع وكثير الحدوث، حيث يثير قلق وذعر المريض ومن يحيط به، يعتبر فقدان الوعي رد فعل طبيعي للجسم للبقاء عل قيد الحياة عند ضعف التروية للدماغ أي يحدث هبوط كبير لكمية الأكسجين نحو الدماغ، فيوقف هذا الأخير جميع الأعضاء الغير حيوية حتى تتركز التروية نحو الأعضاء الحيوية، أي أنه لا يعتبر من المشاكل الصحية الخطيرة لكنه ينذر بوجود مشكلة صحية تستدعي التكفل السريع. خصصنا هذا المقال حتى نتحدث عن أسباب فقدان الوعي.
أسباب فقدان الوعي
يحدث فقدان الوعي لأسباب مختلفة وعديدة، حيث يجب كشف المسبب لمعرفة كيفية التعامل مع الحالة. ومن هذه المسببات:
- الانخفاض المفاجئ لضغط الدم، أي انخفاض مقدار ضغط الدم الانبساطي إلى 60 ميلليمتر زئبقي أو أقل، وانخفاض مقدار ضغط الدم الانقباضي 90 ميلليمتر زئبقي أو أقل، الذي بدوره يمنع تدفق الدم بشكل كاف نحو الدماغ وباقي الأعضاء الحيوية.
- انخفاض ضغط الدم وبالتالي ضعف التروية نحو الدماغ.
- عدم انتظام في دقات القلب، الذي بدوره يسبب تذبذب التروية نحو الدماغ وباقي الأعضاء الحيوية.
- أمراض القلب كبطء القلب الجيبي، اضطراب في العقدة الجيبية، إحصار أذيني بطيني، رجفان بطيني، تسارع القلب فوق بطيني، رفرفة أذينية سريعة، انصمام رئوي، ورم مخاطي في القلب….
- أمراض الأوعية الدموية في المخ كالشقيقة، القصور الفقري القاعدي….
- الأمراض التي تصيب الدماغ بشكل خاص كالأورام والضمور المخيخي…
- انخفاض نسبة السكر في الدم وبالتالي ضعف تزويد الدماغ بالمغذيات.
- فقر الدم والانخفاض الشديد في كمية الحديد أو الهيموغلوبين.
- الحمل: فارتفاع الهرمونات قد يسبب نقص في كمية الدم التي تصل إلى الدماغ كما قد تتعرض الحوامل لعديد من مسببات الإغماء كفقر الدم، انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم، تذبذب نسبة السكر في الدم.
- الإصابة بالجفاف (عدم شرب كميات كافية من المياه لمدة طويلة).
- الخوف الشديد، التعرض للصدمات أو رؤية الدم حيث تؤدي مثل هذه الحالات ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم الذي يؤدي بدوره إلى فقدان الوعي.
- نوبات الذعر والنوبات العصبية والتعرض للتوتر المستمر والقلق والضغط النفسي.
- المشاكل التنفسية كالربو أو السعال الشديد الذي تحدث تذبذب في كمية الأكسجين المستنشقة وبالتالي ضعف التروية.
- مشاكل في الرئتين وصعوبة التنفس مرافقة ل أسباب فقدان الوعي.
- الوقوف السريع والمفاجئ الذي يسبب اضطراب في ضغط الدم بسبب تجمع الدم في أوردة الساقين والجذع بفعل الجاذبية وبالتالي انخفاض ضخ الدم نحو الدماغ.
- اضطرابات الدورة الدموية التي بدورها تسبب اضطراب في وصول الأكسجين نحو الدماغ.
- استنشاق أحادي أكسيد الكربون أو أي غاز سام.
- نوبات الصرع التي تعتبر اضطراب كهربائي في الدماغ وتكون غالبا مزمنة.
- التعرض للآلام الحادة والشديدة.
- الإنهاك والتعب الجسدي أو النفسي الشديد.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
أعراض الغياب عن الوعي
- شحوب الوجه أي تغير لون الوجه.
- الشعور بالدوار أو الدوخة.
- الرؤية المشوشة.
- الشعور بالثقل والارتجاف في الساقين واليدين.
- ثقل اللسان وفقدان القدرة على الكلام بوضوح.
- تغير درجة حرارة الجسم.
- الغثيان وحتى التقيؤ مرافق لجميع أسباب فقدان الوعي.
- التعرق المفرط.
- التثاؤب.
- ضعف النبض في بعض الحالات وتسارعه في أخرى.
- فقدان التوازن والقدرة على الوقوف.
- وقد ينتهي الأمر بالسقوط والفقدان التام للوعي.
أنواع فقدان الوعي
الإغماء الوعائي المبهمي: حيث يحفز هذا النوع من الإغماء العصي المبهم من خلال التعرض إلى صدمة عاطفية، ضغط نفسي، رؤية الدم أو الوقوف لفترات طويلة، وعادة ما يعود الشخص لوعيه خلال ثوان أو دقائق معدودة.
فقدان الوعي الوضعي: يحدث عادة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب مزمن أو حاد في المنعكس المحرك الوعائي ويؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، ويحدث عادة عند الوقوف المفاجئ أو بعد الاستلقاء لمدة طويلة عند المرض أو إجراء عملية جراحية ما.
الإغماء الظرفي: ينتج فقدان الوعي في هذه الحالة عن خلل في ملء البطين الأيمن نتيجة لقصور قلبي وقد يحدث أيضا عند السعال أو الغطس في المياه الباردة وكذلك في حالات الحمل.
الإغماء الجيب السباتي: يحدث عند تعرض الشريان السباتي الموجود على مستوى الرقبة إلى الضغط، أسباب فقدان الوعي المرتبطة به سوء وضعية الرأس عند الاستلقاء أو لبس قلادة أو وشاح ضيق حول الرقبة.
شاهد ايضا : مرض الزهري و كيفية التعامل معه
التعامل مع حالات الغياب عن الوعي
يمكن للمريض عند شعوره بإمكانية فقدانه للوعي اتخاذ بعض الإجراءات مثل:
- الجلوس أو الاستلقاء في مكان مناسب.
- وضع الرأس بين الركبتين لتحقيق التروية نحو الدماغ ثم النهوض عند الشعور بالتحسن. (من الضروري استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص الحالة).
كما يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للتعامل مع أسباب فقدان الوعي نذكر منها ما يلي:
- تجنب الذعر والقلق قدر المستطاع والحفاظ على الهدوء.
- تمديد المريض على ظهره.
- رفع القدمين بحوالي 30 سنتيمتر لرفع تدفق الدم نحو الدماغ.
- محاولة فك الحزام أو ربطة العنق والأزرار وأي ملابس ضيقة.
- عند استعادة المريض لوعيه امنعه من الوقوف فجأة وساعده في النهوض ببطء والاسترخاء في مكان مناسب.
- إذا لم يستعد وعيه يجب الاتصال بالطوارئ فورا.
- في انتظار الإسعاف يجب تفقد تنفس المصاب ونبضه وأي حركة في جسمه.
- التأكد من مجرى التنفس أنه طبيعي أي غير مغلق .
- في حال ضعف الوتيرة التنفسية قم بالإنعاش القلبي الرئوي حتى يستعيد تنفسه الطبيعي أو حتى وصول المساعدة الطبية.
تشخيص الغياب عن الوعي
يتم القيام بالعديد من الفحوصات لتشخيص أسباب فقدان الوعي ومنها ما يلي:
- الفحص السريري من خلال سؤال المريض عن طبيعة الحدث المتزامن مع فقدان الوعي كرؤية الدم، الصدمة، الوقوف المفاجئ… ومعرفة التاريخ المرضي للحالة وكذا الأدوية المستعملة سواء بشكل يومي أو يوم فقدان الوعي.
- قياس ضغط الدم لمعرفة إن كان الإغماء ناتجا عن ارتفاع أو انخفاض في ضغط الدم.
- إجراء تحاليل الدم تحديد نسبة السكري والهيموغلوبين في الدم…
- فحص الطاولة المائلة حيث ينقل المريض إلى وضعية الاستلقاء على 60_80 درجة لمدة 30_60 دقيقة حيث يؤدي للإصابة بإغماء وعائي مبهمي للمرضى المعرضين لذلك.
- تخطيط القلب أي تسجيل النشاط الكهربائي للقلب حيث يتم من خلاه الكشف عن القصور القلبي أو عدم انتظام دقات القلب.
- مخطط صدى القلب أي تصوير القلب بالموجات الصوتية.
- تخطيط موجات الدماغ للكشف عن النشاط الكهربائي للدماغ.
علاج فقدان الوعي
إن العلاج يعتمد على علاج أسباب فقدان الوعي ويتم ذلك من خلال:
- وقف الأدوية التي تحدث عد انتظام في ضغط الدم بعد استشارة الطبيب.
- تجنب النهوض المفاجئ والحركات السريعة والمفاجئة.
- تجنب المواقف التي أدت إلى فقدان الوعي: التوتر والقلق والضغط النفسي، رؤية الدم، الإنهاك الجسدي، الوقوف لمدة طويلة وعدم شرب الماء لفترات طويلة…
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وتناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات وشرب كميات كافية من الماء خلال اليوم.
- إجراء الفحوصات اللازمة في فترات منتظمة والمتابعة عند الطبيب خاصة في حالة أمراض القلب.
- عدم أخذ أدوية دون وصفة طبية أو دون قراءة النشرة.
- الامتناع عن الكحول والمخدرات.
- الامتناع عن ممارسة الرياضات الخطية كتسلق الجبل أو الطيران.
شاهد ايضا : فقدان الوعي فجأة