التهاب الكبد الوبائي ماذا تعرف عنه ؟ و لماذا يصيب حديثي الولادة ؟
ماذا تعرف عن التهاب الكبد الوبائي ؟ و لماذا يصيب حديثي الولادة ؟
التهاب الكبد الوبائي
هل شعرت يوماً باصفرار واضح في وجهك و بياض في عينيك؟
و هل شعرت أنك مصاب بالتعب الشديد و الإرهاق والوهن ؟
قد يكون ذلك علامة على إصابتك بمرض التهاب الكبد الوبائي الشائع في مجتمعنا باسم “اليرقان” او يعرف باسم “ابو صفار”
فماذا تعرف عن التهاب الكبد الوبائي؟
ماهو مرض التهاب الكبد الوبائي أو ما يسمى باليرقان؟
هو التهاب يؤثر على عمل الكبد وخلاياه حيث أنه في حال تعرّض الكبد أو القنوات الصفراوية لمشاكل خطيرة ينتج عنها ارتفاع في نسبة البيليروبين ( Bilirubin ) في الجسم و تراكمه تحت الجلد و في العينين
و البيليروبين عبارة عن صبغة صفراء ناتجة عن تحلل الهيموغلوبين الذي يتحرر من كريات الدم الحمراء بعد تقدمها بالعمر و تلفها و قيام الخلايا البالعة ببلعمتها و عدم قدرة الكبد على التخلص منها
و هذا الأمر الذي يؤدِّي إلى تغيّر لون الجلد و منطقة بياض العينين و ظهورهما باللّون الأصفر
بينما تزداد شدّة اللّون التي تظهر على المصاب باليرقان بازدياد شدة و حدة الإصابة و فترتها و يصيب الفئات العمرية جميعها بدءاً من حديثي الولادة و انتهاءً بالمسنين..
اقرأ أيضا: ما هو اليرقان الوليدي
و بالإجابة على سؤال هل مرض اليرقان معدي؟
فلا يعتبر مرض اليرقان معدياً إذ يرتبط غالباً بخلل عضوي داخلي تحدث فيه مشاكل اضطرابية في كبد المصاب
كما يعتبر مرض اليرقان من الأمراض التي لا يحتاج في الدرجات البسيطة منه إلى علاج و أدوية خاصة به بل يكتفى باتباع حمية غذائية صحية و غنية بالسكريات التي يسهل هضمها و الابتعاد عن الأطعمة الدسمة لعدم إرهاق الكبد و تحميله عبئاً إضافياً و هو في هذه الحالة
و يتعافى معظم الأشخاص المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائي دون أن تنتج لديهم أي أذية واضحة في الكبد
وعادة لا تظهر أعراضه إلا بعد الإصابة بالفيروس لبضعة أسابيع بما يسمى فترة حضانة .
أعراض التهاب الكبد الوبائي :
– اصفرار الوجه و اصفرار بياض العينين (وهذه أهمها)
– تغير لون البول للون الداكن
– إرهاق شديد و ألم في المفاصل
– القيء والغيثان المفاجئان
– آلام البطن
– إسهال
– حمى
– فقدان شهية الطعام
– فقدان الوزن
و من أسباب الإصابة به :
– التهاب حاد جدا في الكبد
– ارتفاع معدل تحلل الكريات الحمراء فيرتفع مستوى البيليروبين
– إعادة امتصاص البيلروبين من الأمعاء عوضاً عن طرحه خارج الجسم
– شرب الماء بدون تنقية و تناول الطعام الملوث
– الاحتكاك المباشر مع شخص مصاب على الرغم من عدم ظهور الأعراض عليه
يتم تشخيص الإصابة باليرقان من خلال :
١. الفحص السريري الذي يتضمن تلون الجلد و اصفرار بياض العينين إضافة إلى انصباغ بول المصاب بلون يشبه لون الشاي
٢. فحص مستوى البيليروبين الغير مرتبط و الذي يدل ارتفاعه على الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي
٣.CBC أو العد الدموي الشامل ، حيث يتم تحديد احتمالية إصابة المريض بفقر الدم الناجم عن تكسر خلايا الدم الحمراء
٤. اختبارات وظائف الكبد لتحديد كمية البروتينات والانزيمات التي يقوم الكبد بإنتاجها وإفرازها في الدم
٥. الدراسات التصويرية : التي تتضمن تصوير منطقة البطن بالموجات فوق الصوتية أو عن طريق التصوير المقطعي المحوسب يتم ذلك للكشف عن حصى المرارة أو أورام الكبد أو انسداد القنوات الصفراوية و التصوير بالرنين المغناطيسي للكبد
٦. خزعة نسيج الكبد من خلال أخذ عينة صغيرة من نسيج الكبد و من ثم فحصها تحت المجهر
العلاج :
إن العلاج يعتمد في الواقع على حجم التلف و السبب الكامن وراء تلف خلايا الكبد و عمر المصاب
إذ أن الحالات الشديدة قد تستدعي الخضوع لزراعة الكبد أو نقل الدم للتخلص من الكمية الفائضة من البيليروبين
بينما يلجأ الأطباء أحيانا إلى القيام بعمل جراحي يتم فيه استئصال حصى المرارة المسببة لليرقان و تعتبر هذه الطريقة من أسرع الطرق العلاجية
و يصنف العلاج حسب الفئة العمرية كما يلي
-
اليرقان لدى حديثي الولادة
يعتمد على استمرار الرضاعة الطبيعية بشكل أساسي لتنشيط أمعاء الرضيع و زيادة طرح البيليروبين خارج الجسم
بالإضافة إلى ذلك يتم علاجه بطريقة تسمى العلاج الضوئي لليرقان
و بما أن حالة اليرقان منتشرة بكثرة بين الأطفال حديثي الولادة تقوم معظم الأمهات و الجدات بوضع الطفل الرضيع الذي يظهر عليه اصفرار في الوجه تحت ضوء إنارة الغرفة العادية و هو أمر لا يجدي نفعاً أبداً لأن الإنارة العادية شيء مختلف تماماً عن العلاجية
بينما في الطرق الطبية يتم وضع الطفل تحت أشعة ضوئية ذات أطوال موجية معينة يمتص خلالها جلد الرضيع الضوء و يزيد إفراز البيليروبين فيزداد التخلص منه و طرحه و هذه الطريقة العلاجية تجرى تحت إشراف طبي في المستشفى للانتباه إلى اي تغير او اضطراب يصيب الطفل خلاله.
-
اليرقان لدى الكبار
بعد إجراء فحوصات وظائف الكبد و تحاليل عينات من الدم و البول و البراز و إجراء صور الأمواج فوق الصوتية نرى ان العلاج لدى الكبار يصنف حسب نوع اليرقان على النحو التالي :
• التهاب الكبد الوبائي الناتج عن العدوى الفيروسية
إذا كانت حادة و مستمرة لفترة قصيرة بالتالي الأمر لا يستدعي التدخل الطبي لأن الجسم قادر على التخلص منها بشكل تلقائي و عفوي .
أما إذا كانت العدوى مزمنة تستمر لأكثر من ٦ أشهر هنا يتطلب الأمر استخدام الأدوية المضادة للفيروسات تفاديا لحدوث المزيد من الضرر .
• التهاب الكبد الوبائي الناتج عن التناول المفرط للكحول أو المواد الضارة النيكوتينية إذ ينبغي في هذه الحالة تجنب هذه المواد بشكل تام عبر خطة علاجية او عبر السحب التدريجي أو عن طريق الأشكال العلاجية بديلة النيكوتين التي تساعد المريض في الإقلاع عن التدخين كاللصاقات الطبية النيكوتينية و غيرها
الحالات الطارئة التي تستدعي مراجعة الطبيب :
– آلام شديدة في البطن حتى عند اللمس
– الشعور بالتهيج او الارتباك
– ظهور الدم في البراز او تغير لون البراز للون الاسود
– ظهور الدم في القيء
– إضافة إلى ذلك ظهور كدمات او طفح جلدي أرجواني محمر وهو علامة على وجود نزيف تحت الجلد
نصائح لتخفيف الأعراض :
١• المحافظة على توازن رطوبة الجسم من خلال شرب السوائل و تخفيف نسبة البيلروبين نتيجة زيادة طرحه خارج الجسم
٢• تناول المكملات الغذائية الحاوية على الحديد
٣• و الالتزام بالنظام الغذائي عبر التقليل من استهلاك الأغذية الغنية بالدهون و على سبيل المثال : منتجات الألبان و الزبادي و اللحوم و الدسم
٤• تجنب تناول الكربوهيدرات المعالجة على سبيل المثال : الخبز الابيض و المعكرونة
٥• الامتناع عن شرب الكحول نهائياً
مضاعفات التهاب الكبد الوبائي:
– فقر الدم
– نزيف
– التهاب كبد
– فشل كبدي
اقرأ أيضا: أبرز أضرار تليف الكبد
– فشل كلوي
– انتفاخ البطن و الغازات المزعجة
– اضطرابات هضمية تتراوح بين حالة إمساك و حالة إسهال
و بذلك نكون قد ألقينا الضوء على اهم أفكار مرض التهاب الكبد الوبائي و ما الذي يجعل منه مرضاً قاتلاً إذا لم يتم علاجه بالطريقة الصحيحة دون تأخير و أجبنا على سؤال.. ماذا تعرف عن التهاب الكبد الوبائي ؟ و ألممنا بجميع المعلومات التي تحتاجها.
كما نوصي باتباع أنظمة الغذاء الصحي و اساليب الحياة المنتظمة دون شوائب كحول او تدخين او أي مسببات للإدمان..
راجين من المولى سلامتكم الدائمة ..