الجرب
علاج الجرب مهم للغاية، حيث يتعرض الإنسان خلال حياته لكثير من الأمراض والإصابات وذلك نتيجة ظروف الحياة وتقلبات الطقس والمناخ والعادات المتبعة وأساليب الحياة السارية والتي جميعها تؤثر على صحة وجسم الإنسان تأثيرات إيجابية وتأثيرات سلبية حيث إن الإنسان ليس جماد او شيء لا يتأثر بالأمراض والفيروسات بل هو كائن حي مؤلف من كم هائل من الألياف والأنسجة والأربطة والعضلات والعظام والخلايا ومجموعة من الأجهزة التي تعمل مع بعضها البعض لإبقاء هذا الكائن على قيد الحياة والتي تتأثر بالتغيرات التي تطرأ على الجسم والتي تسبب في حدوث أمراض أو حساسية من نوع ما او وعكة صحية وتختلف تلك الإصابات ما بين الضعيفة والتي تزول بعد فترة قصيرة والشديدة التي تستمر لمدة طويلة و مرض الجرب يمكن أن يمثل احداهما.
شاهد أيضا : مرض الزهري و أعراضه و أسبابه
نمط الحياة و علاج الجرب
كما أن طريقة عيش الإنسان تؤثر أيضاً على صحته وصحة جسمه مثل العيش بأماكن مزدحمة وكثيرة الغبار سيكون الإنسان فيها ذو حالة سيئة إذا تمت مقارنته مع إنسان أخر يعيش في أماكن متباعدة وقليلة الغبار كالأرياف والتي تعتبر من أفضل البيئات التي ينصح بالعيش فيها لما فيها من هواء نظيف غير ملوث بدخان السيارات والمصانع ومليء بالحقول الخضراء والأشجار التي تمنح الإنسان شعور مريح وتساعده في التخفيف من التوتر والقلق الذي يعيشه والتخفيف من ضغوطات العمل ومصاعب الحياة.
كما ان طريقة معاملة الإنسان لجسمه لها علاقة وثيقة مع الأمراض والإصابات التي تحدث لديه حيث ان هناك اشخاص لا يمارسون أية أنشطة جسدية ويميلون للجلوس ومشاهدة التلفاز وبالتالي يحكمون على جسدهم بالكثير من الإصابات المستقبلية حيث أن هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان وتتعب الجسم نتيجة ضعف البنية العضلية لديه ونتيجة قلة حركته مما يجعل جهازه المناعي ضعيف وغير قادر على تحمل أية مشاكل صحية على عكس الشخص الذي يمارس الرياضة بشكل منتظم ويعمل على الأعمال التي تتطلب بذل جهد جسدي بشكل يومي فهؤلاء يتمتعون ببنية جسدية قوية ومناعة عالية وتكون لديهم قدرة أكبر على تحمل الأمراض التي تصيبهم ويشفون منها بشكل أسرع بالمقارنة مع النوع السابق .
ومن بين الأمراض التي تصيب الإنسان اعتمادا على طبيعة عيشه والأماكن التي يقصدها او يعيش فيها هو مرض الجرب والذي سنتحدث به ضمن هذا المقال بالتفصيل الممل كما وسنتحدث عن الأسباب التي تسبب الإصابة به وطرق التشخيص وأفضل الطرق المتبعة للعلاج والشفاء منه وسنختم مقالنا في الحديث عن أفضل الطرق التي يجب أن تتبع للوقاية من الإصابة بهذا المرض.
ما هو مرض الجرب
هو من أنواع الأمراض التي تسبب الشعور بحكة قوية ومزعجة بنفس الوقت والذي يحدث نتيجة التعرض لإحدى أنواع العث الذي يطلق عليه أيضاً اسم سوس الحكة حيث يعتقد العلماء ان الحكة القوية التي تصيب الجسم هي بسبب تفاعل جهاز المناعة للشخص المصاب مع وجود العث ولعابه وبرازه وبيوضه وكل ما يخصه.
حيث تبدأ دورة حياة العث بمجرد التصاقه بجلد شخص ما حيث بلمح البصر ينتشر العث ثقب في الجلد ومن ثم يبدأ رحلته في البحث عن انثى وعندما يلتقي بالأنثى تسارع الأنثى لوضع البيوض بالوقت الذي يموت فيه الذكر.
البيوض التي تم وضعها تحتاج إلى حوالي ثلاثة او أربعة أيام كحد أقصى حتى تصبح جاهزة وتفقس وعندما تفقس البيوض تقوم الذكور بالتوجه نحو سطح الجلد لتبدأ مرحلة النضوج وصولاً إلى مرحلة البلوغ والتي تقدر بحوالي عشرة إلى خمسة عشر يوماً.
أما الإناث فتقوم بالتوجه نحو طبقات الجلد لتعود دورة حياة العث بإعادة السيناريو نفسه وتجدر الإشارة إلى أنه عند الوصول إلى هذه المرحلة لا يمكن التخلص من العث بالغسل بالماء الساخن ولا باستعمال المعقمات والصابون ومستحضرات التنظيف ولابد في هذه الحالة الالتزام بتعليمات الطبيب المختص وتناول الأدوية التي يصفها لأنه إن لم يستطع المريض إيقاف تكاثر العث سيستمر العث بالتكاثر إلى اللانهاية.
كما يجب التنبيه أن العدوى سريعة التطور والانتشار وذلك لأن المصاب لا يدري بانه مصاب إلا بعد مرور أسبوع إلى ثلاثة أسابيع مما يزيد من احتمالية انتقال العدوى لعدد كبير من الأشخاص اللذين احتكوا بالشخص المصاب حيث أن العدوى تنتقل عن طريق التلامس المباشر مع المريض ولكن بشكل طويل ومتكرر مثل أفراد العائلة لأن العدوى لا تنتقل من مجرد المصافحة أو العناق السريع وهذا أمر جيد حيث أنه لانتقال العدوى من شخص لأخر يجب الاحتكاك بالمصاب لبضعة دقائق بشكل مستمر.
كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق الأغطية والملابس ويجب الانتباه إلى انه يمكن للعث العيش خارج جسم الإنسان لمدة تقدر بحوالي 24-36 ساعة.
ما هي حشرة العث؟
العث هو من أنواع الحشرات المعروفة بقشرية الجناح والتي يوجد منها اكثر من 140 ألف نوع وهو مقسم إلى عائلات ويعتبر رحيق الأزهار وجبته المفضلة.
يستطيع العث الطيران وله قدرة فائقة على التخفي مما يصعب على سكان المنزل ملاحظة وجوده مالم يجدوا ثقوباً في الملابس والتي يكون هو مسببها، ويفضل العث التواجد في الأماكن المظلمة في المنزل مثل خزانات الملابس وهي المكان المفضل لديه وصناديق الخضراوات والفواكه وغرف التخزين كما يمكن أن يتواجد ضمن أوراق النباتات الموجودة على الشرفة ضمن المنزل.
شاهد أيضا : استئصال اللوزتين
الإصابة بمرض الجرب
كما قلنا لا تظهر الأعراض إلا بعد عدة أيام مما يجعل أفراد العائلة مهددين بانتقال العدوى إليهم وخاصة إن كان هناك استعمال متعدد للأدوات مثل المناشف والألبسة والأغطية ومشاركة أدوات التجميل مثل المشط والمكياج وغيرها.
عند إصابة الشخص بالجرب يبدأ الإحساس بحكة قوية جداً ومزعجة والتي تزداد خلال ساعات الليل كما بينت الدراسات أن الأعراض تظهر عند الصغار وكبار السن بشكل أوضح من غيرهم.
في حال تفاقم مرض الجرب في جسم الشخص المصاب قد يسبب العديد من المشاكل الأخرى مثل زيادة احتمالية الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية والتي تسبب غالباً الإصابة بأمراض القلب وتلف الكلى بالإضافة إلى الإصابة بالجرب القشري والذي يعتبر من أقوى انواع الجرب وأكثره إيلاماً وإزعاجاً للمصاب.
شاهد أيضا : التخلص من حشرة العث
التشخيص
- عندما تظهر الأعراض السابقة على المريض يتوجب عليه زيارة الطبيب المختص والذي يقوم بإجراء فحص للأعراض والعلامات الظاهرة على جسم المريض وجلده والتي تساعد بشكل كبير على التشخيص.
- كما يستطيع الطبيب البحث عن مؤشرات في جسم المريض تدل على إصابته بإحدى أنواع الطفيليات حيث عندما يجد هذه المؤشرات يقوم باخذ خزعة لفحصها وإيجاد العلاج الملائم لها.
- كما يمكن أن يقوم الطبيب في بعض الأحيان بحك الجلد في المنطقة المصابة بشكل ناعم وسلس والذي لا يشعر المريض بأي ألم ومن خلال هذه العملية يقوم الطبيب بفحص عينة تحت المجهر واستنتاج السبب وراء هذه الحكة.
- عندما يتأكد الطبيب من أن سبب الحكة هو الإصابة بالجرب يقوم بتحديد نوع الجرب ومن ثم تبدأ مرحلة العلاج وذلك من خلال وصف مرهم يتم دهن المنطقة المصابة به مرة او مرتين في اليوم اعتمادا على نوع المرهم وقوة فعاليته.
- كما يقوم الطبيب بوصف مستحلب والذي يساعد على تقوية الجلد في المنطقة المصابة والعمل على ترميمه وفي بعض الحالات نادرة الحدوث قد يضطر الطبيب لوصف بعض أنواع الأدوية المخصصة لمعالجة الجرب.
- ومن هذه الأدوية يوجد إيفرمكتين والذي يؤخذ بالفم بعد فشل تعافي المريض بالمراهم الأدوية الأخرى.
- ويجب الحذر من انه عن كان المريض قد احتك بأفراد عائلته أو أي شخص أخر ان يتلقى العلاج المناسب قبل أن يتكاثر العث في جسمه ويصيبه بالمرض.
- بعد إنهاء مرحلة العلاج وتحسن المريض قد يستمر الشعور بالحكة لمدة من الزمن حوالي أسبوعين للأربع أسابيع وهذا أمر طبيعي حيث خلال هذه الفترة يكون الجسم يعمل على التغلب على ردود الفعل التحسسية والتي تحدث نتيجة طفيليات القارمة الجربية التي كانت السبب في حدوث المرض.
- أما في حال تجاوزت الحكة المدة الزمنية التي ذكرناها يجب عندها ان يقوم المريض بزيارة الطبيب لمعرفة السبب وراء ذلك وفي أكثر الحالات يتم إعادة دورة العلاج مرة أخرى.
طرق الوقاية من الإصابة بالجرب
- الطريقة الأولى: هي أن الشخص المصاب ب مرض الجرب يجب أن يشعر بالمسؤولية ويتجنب ملامسة أي شخص او الاحتكاك بأحد أفراد عائلته حتى تزول فترة الخطر ويكون قد شفي تماماً من المرض وذلك لمنع انتقال الطفيليات إلى أي شخص أخر.
- النقطة الثانية: هي بالنسبة للأشخاص القريبين من المصاب مثل أفراد العائلة أو أصدقائه في العمل فيجب عليهم أيضاً تجنب الالتماس المباشر مع المريض خلال الفترة الأولى من المرض وتلقيه للعلاج حيث يكون هناك احتمال انتقال العدوى ما يزال موجود كما يجب تجنب ملامسة أو استخدام أغراضه الشخصية مثل جهازه الذكي أو منشفته أو قلمه او ملابسه أو أي شيء أخر.
- الطريقة الثالثة: تنظيف المنزل بشكل عام مثل فتح الخزانات والمستودعات والتخلص من الغبار والأتربة الموجودة وإدخال الهواء النقي إلى الغرفة وطرد الهواء الفاسد كما يجب استعمال المكنسة الكهربائية كلمسة تنظيف أخيرة.
- النقطة الرابعة: الحرص على تنظيف الملابس بشكل دائم وخاصة التي تم ارتدائها وعدم تخزين أية ملابس دون غسلها والتأكد من نظافتها وذلك للتخلص من أثار العرق والبقع والغبار الذي يلتصق باللباس والتي تعتبر أماكن محببة لتواجد العث عليها.
- الطريقة الخامسة: كما يجب بشكل دوري إخراج الملابس المخزنة والغير مخزنة وتعريضها للهواء الطلق وأشعة الشمس حيث يعتقد أن اشعة الشمس تساعد على طرد هذه الحشرات الصغيرة وطرد العديد من الجراثيم الأخرى المسببة ل مرض الجرب .
- النقطة السادسة: يجب تخزين الملابس بالشكل الصحيح حيث يجب وضعها في أكياس بلاستيكية وبالأخص تلك الملابس المصنوعة من الصوف او الحرير أو الفراء.
- الطريقة السابعة: من إحدى إجراءات السلامة الأخرى هي وضع مواد طبيعية او صناعية والمعروفة بقدرتها على طرد الحشرات ووضعها بين الملابس ومن هذه المواد يوجد كرات النفتالين وخشب الأرز وأكياس اللافندر.
- النقطة الثامنة: يجب تنظيف المنزل بالكامل مثل الحمام والسجاد والأسطح والمفروشات باستعمال أقوى أنواع المطهرات والمكنسة الكهربائية.
- الطريقة التاسعة: تجنب الاتصال الجنسي مع المصابين بشكل كامل حتى شفاء المريض.
- النقطة العاشرة: تجنب ملامسة الحيوانات الأليفة الموجودة في المنزل وإخراجها منه ووضعها في الحديقة والحرص على تنظيفها جيداً حيث قد يكونوا مصابين.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع والذي تحدثنا به عن إحدى الحالات الأكثر انتشاراً وهي الإصابة ب مرض الجرب حيث وضحنا الأسباب وراء ذلك وكيفية التشخيص والعلاج وختمنا مقالنا في ذكر أفضل طرق الوقاية.