كريستيانو رونالدو في أزمة مع كوكا كولا
كريستيانو رونالدو في أزمة مع كوكا
يوم الإثنين 14 جوان 2021 وفي المؤتمر الصحفي والذي جمع كريستيانو رونالدو ومدربه فيرناندو سانتوس بالإعلام قبل مبارة المرتقبة بين المجر والبرتغال في بطولة أمم أوروبا 2020 ،قام نجم ريال مدريد السابق والهداف التاريخي للمسابقة الأوروبية بحركة بسيطة، و ذلك بإزاحته لقارورة كوكا كولا و وضعها جانبا مشيرا في كلامه إلى الصحفيين بشرب الماء أفضل للصحة وتجنب المشروبات الغازية بصفة عامة و كوكا كولا بصفة خاصة،هذه الحركة البسيطة التي قام بها النجم البرتغالي تسببت في ضجة إعلامية في مواقع التواصل الإجتماعي وأزمة إقتصادية لأكبر شركة مشروبات الغازية في العالم كوكا كولا.
يوم الثلاثاء 15جوان 2021 وبعد ساعات من الحركة البسيطة التي قام بها النجم البرتغالي في المؤتمر الصحفي ،خسر سهم شركة كوكا كولا 1.3 بالمئة من قيمته السوقية ،أما قيمة الشركة نزلت من 242 مليار دولار إلى 235.5 دولار أي بما يعادل خسارة 6.5 مليار دولار.
الإتحادات الدولية كالفيفا و اليوفا يستفيدون من عقود رعايا هذه الشركات كبيبيسي وكوكا كولا والتي تعتبر الراعي الرسمي لليورو ومسابقات اليوفا في أوروبا ،فالإتحاد الأوروبي يُعتبر الشريك الرسمي لكوكا كولا منذ سنة 1988 إلى غاية اليوم .
حسب الإحصائيات التي قامت بها شركة نيلسون لتحليل الرياضي والتي تؤكد أن عقود الرعاية الرياضية لإتحاد الأوروبي اليوفا بلغت سنة 2019 سبعة و ثلاثين مليار دولار جمعتها من 3 شركات وهي فولس فاغن ،تيك توك،كوكا كولا ،هذه ثلاث شركات تعتبر الرعاة الرسميين لليورو الحالي،أما الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا له عقد رعاية كأس العالم من سنة 1978 إلى غاية 2030 أي مدة 50 سنة.
https://mqalati.com/%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%b4%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a7%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d8%8c-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d8%a8/
لماذا شركة كوكا كولا ترعى هذه البطولات
الكثير من الناس يتساءل بالرغم من أن المشروبات الغازية تتسب في أمراض السمنة والقلب وأمراض السكري و هشاشة العظام و الكثير من الرياضيين لا يشربون هذه المشروبات بيبسي وكوكا كولا إلا أن هذه الشركات تصر على رعاية كأس العالم و اليورو في كل مرة .
شركة كوكا كولا هي شريك الرسمي لكأس العالم من سنة 1928 إلى غاية النسخة 2022 القادمة في قطر ،فشركة كوكا كولا تعتبر أكبر شركة مشروبات غازية في العالم حيث تقدر عدد المبيعات يوميا 1.9 مليار عبوة وعندما تقل المبيعات اليومية عن هذا المتوسط لأسباب تغيير عادات المستهلكين تقوم باستدراك المبيعات في البطولات كاليورو وكأس العالم ،في كأس العالم 2014 و الذي أقيم في البرازيل، أعلنت شركة كوكا كولا أن حصتها السوقية في البلد المضيف البرازيل زادت بالنسبة 4 بالمئة ،أما خلال الفترة التي أقيم فيها كأس العالم بروسيا سنة 2018 فشركة كوكا كولا أكدت أن نسبة أرباحها زادت ب 3.2 مليار دولار.
هذه الشركات تستغل هذه المناسبات في التسويق لمنتجاتها،مديرة العلامة التجارية لكوكا كولا صرحت في 2018 قبل كأس العالم بروسيا أن 3 مليار مشجع سوف يشهاهدون كأس العالم وهي فرصة لزيادة عدد المستهلكين في أنحاء العالم ،خاصة بعد إنسحاب أكبر شركاء الفيفا الأمريكيين بسبب عدائهم وخوفهم من عدم تحقيق أرباح و خسائر كبيرة،فشركة كوكا كولا إستفادت من موقف الشركات الأمريكية و إحتلت السوق وحققت مكاسب ضخمة.
شركة كوكا كولا تركز في حملاتها الإعلانية و التسويق لمنتجاتها على الشباب فالشركة أنفقت 330 مليون دولار على الأنشطة الترفيهية والتي تركز فيها على المستهلكين الشباب ولم تتوقف كوكا كولا عند هذا الحد بل إتفقت مع الإتحاد الدولي كوكا كولا على رعاية الألعاب الإلكترونية و ألعاب الفيديو الفيفا لكسب فئة المراهقين و الأطفال والشباب والذي تعتبرهم الشركة المصدر الدائم والقوي لإرادتها.
علاقة كريستيانو رونالدو مع كوكا كولا
النجم السابق لريال مدريد والهداف التاريخي و الحالي لبطولة أمم أوروبا معروف بصرامته في إختيار غذاء صحي و متوازن و عدائه للمشروبات الغازية للحفاظ على لياقته البدنية في أعلى مستوياته ففي تصريح لطبيب ريال مدريد أن كريستيانو رونالدو يملك جسم أصغر ب 10سنوات من عمره الحقيقي ونسبة الدهون تكاد تكون منعدمة ،فصاحب 36 عام وثاني أغنى رياضي في العالم سنة 2020 بعد نجم البارصا ميسي ب 117 مليون كدخل سنوي و ثالث أغنى رياضي في العالم بقيمة 120 مليون أورو بعد الملاكم الأمريكي ماغرغور و البرغوث ميسي يعتبر المشروبات الغازية و المشروبات الكحولية أنها العدو الأول لصحة الرياضي خاصة أن المشروبات الكحولية كانت السبب في وفاة والده الذي كان مدمن عليها ،فالبرتغالي ونجم فريق جوفنتوس الإيطالي حاليا ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها شركات المشروبات الغازية فبعد تصريحاته لوسائل الإعلام أنه منع إبنه جونيور من تناول مشروبات فانتا ،وأزمته الحادة مع شركة بيبسي سنة 2013 خلال المبارة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل بين السويد و البرتغال،حيث قامت الشركة بوضع صورة لمجسم رونالدو على سكة قطار معلقة مشيرة فيها في ذلك أنها هي و السويد سيكتسحون رونالدو و البرتغال،لكن رونالدو سجل هاتريك و قاد البرتغال لتأهل لنهائيات كأس العالم بالبرازيل،حيث جعل من شركة بيبسي محل السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي وتسبب لها في مشاكل إقتصادية مع الزبائن والعملاء ،هذا جعل من شركة بيبسي الراعية للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والذي يحصل على أموال ضخمة من الإشهارات ففي الإشهار الأخير لشركة بيبسي والذي لا يتجاوز دقيقة واحدة تحصل البرغوث على 8 مليون أورو تعتذر على موقعها الرسمي من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو،الذي لم تقم شركة كوكا كولا برد على تصرفه سوى بالإكتفاء بالتعليق كل شخص حر في ما يتناوله.
أضرار المشروبات الغازية
تعتبر المشروبات الغازية من أكبر مصادر الإصابة بالأمراض المزمنة خاصة أمراض العصر فهي تسبب العديد من الأمراض من بينها
تتسبب في هشاشة العظام وتضعف صلابتها وتجعلها عرضة للإصابات المختلفة،أيضا تزيد من إنتشار داء السمنة في العالم خاصة مع إنتشار الوجبات السريعة كما تؤثر على صحة عضلة القلب ،تؤثر المشروبات الغازية على الجهاز الهضمي والمعدة و تلحق ضرر بالكليتين والمثانة.
المشروبات الغازية تحتوي على نسبة كبيرة من السكر تختلف كثيرا على ما يكتب على جدران العبوة مما يتسبب في أمراض كارتفاع السكر الحاد .بالرغم من كل هذه الأمراض التي تسببها هذه المشروبات إلا أن الإقبال عليها في تزايد مستمر.
فشركات مثل كوكا كولا و التي تعتمد على السكر في منتوجاتها،تقوم بدفع ملايين الدولارات سنويا من أجل تقليل من فكرة أضرار السكر و المشروبات الغازية خاصة على صحة الأطفال الصغار و الشباب ،فصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في سنة 2015 في إحدى مقالاتها تؤكد أن هذه الشركات مثل كوكا كولا تدفع ملايين الدولارات إلى المخابر الطبية من أجل إثبات أن السكر علاقته ضعيفة بمرض السمنة وأنه ليس السبب الرئيسي للسمنة وبعض الأمراض الأخرى كالقلب و أن الدهون هي المسبب الأساسي مما جعل بعض الكليات و المباحث و الجامعات الطبية تقطع العلاقات مع شركة كوكا كولا مثل كلية الطب بمدينة كولورادو الأمريكية والتي قامت بإرجاع مليون دولار من شركة كوكا كولا كانت قد أخذتها منها من قبل كتبرعات ومساعدات لأبحاث مقابل السكوت عن بعض هذه الحقائق.
فهذه الشركات مثل كوكا كولا و بيبسي تنفق أموال من أجل جلب صورة إيجابية لعلامتها التجارية ،و بالتالي عدم وصول حقائق للمستهلكين في أنحاء العالم عن أضرار التي يسببها السكر الموجود في المشروبات الغازية على صحة الجسم .